إبعاد فيلدرز وتعيين مهاجرة مغربية في الحكومة اليمينية الجديدة بهولندا يُخفف من قلق المهاجرين في البلاد

تراجعت حدة القلق في أوساط الجاليات الأجنبية المقيمة في هولندا، وعلى رأسها المغاربة والمسلمون عموما، بعد الإعلان عن التشكيل الجديد الذي سيقود الحكومة الهولندية، خاصة بعد إبعاد السياسي المتطرف، خيرت فيلدرز، من تولي رئاستها، وتعيين مهاجرة مغربية تُدعى نورة أشهبار ضمن أعضائها.

وحسب الصحافة الهولندية، فإن الحكومة الجديدة التي أدت اليمين الدستورية في القصر الملكي في لاهاي يوم الأربعاء، تم الاتفاق على أن يتولى رئاستها، رئيس المخابرات السابق ديك شوف، وتتشكل من أربعة أحزاب، أولها حزب “الحرية” الذي يتزعمه خيرت فيلدرز، وحزب المزارعين (BBB)، وحزب VVD المحافظ الليبرالي، وحزب NSC الجديد لمكافحة الفساد.

 

وفي هذا السياق، قالت “أورو نيوز”، إن الأحزاب الأربعة توصلت إلى اتفاق لتشكيل الحكومة بعد 7 أشهر من المفاوضات المتوترة، والتي انتهت بتخلي فيلدرز عن طموحه بتولي رئاسة الحكومة، بسبب أن شركائه يعتبرون أن مواقفه وتصريحاته المعادية للمهاجرين، والإسلام بالخصوص، وشكوكه حول أوروبا، هي مواقف متطرفة للغاية ولا يُمكن معها أن يقود البلاد.

 

وفشل فيلدرز الذي تصدر حزبه الانتخابات الهولندية في نونبر الماضي في تحقيق طموحه بتولي رئاسة الحكومة، بالرغم من محاولاته الحثيثة، والتي وصلت إلى إعلانه في الشهور الماضية عن العديد من المواقف المعتدلة، والتراجع عن نبرته الحادة ضد الأجانب والمسلمين.

 

وكان فيلدرز في هذا السياق، قد أعلن في يناير الماضي أنه أبلغ اللجنة التنفيذية في البرلمان الهولندي بسحب 3 مقترحات قوانين تشريعية مثيرة للجدل كانت تهدف التضييق على المسلمين في البلاد والذين هم غالبيتهم من أصول مغربية.

 

وتتضمن هذه المقترحات، وفق ما كشفته الصحافة الهولندية، عن قرارات تهدف فرض الحظر على المساجد والقرآن، والتضييق على الحريات الدينية للمسلمين وحقوقهم الأساسية، وهو ما اعتُبر أنذاك على أنها بادرة من فيلدرز من أجل فتح المجال أمام إمكانية إقناع أحزاب سياسية أخرى لتشكيل حكومة ائتلافية يقودها هو بنفسه.

 

هذا وبالرغم من عدم تولي فيلدرز لرئاسة وزاراء الحكومة الهولندية الجديدة، إلا أن حزبه حصل عىل 5 حقائب وزارية هامة، من ضمنها حقيبة الهجرة. كما أن الرئيس الجديد ديك شوف تعهد بتنفيذ خطط الائتلاف الحاسمة والصارمة في قضايا تتعلق باللجوء والهجرة.

 

وتتفائل الجاليات الأجنبية، ومن ضمنها الجالية المغربية التي تُعد من الأكبر في هولندا، بالرغم من أجندات الحكومة الجديدة التي تضيق على المهاجرين، بأن القرارات السياسية التي سيتم اتخاذها خلال عهدة هذه الحكومة لن تكون “متطرفة” على غرار ما كان يُمكن أن يكون عليه الوضع تحت قيادة فيلدرز.

 

كما أن تعيين نورة أشهبار، ذات الأصول المغربية، كوزيرة للمالية في الحكومة الجديدة، يُعطي انطباعا إيجابيا للمهاجرين في هولندا، وإشارة إيجابية أيضا من الحكومة الجديدة مفادها أن لا مشكل لديها على الأقل مع المهاجرين والأجانب المتواجدين بشكل قانوني في البلاد.