صحيفة إسبانية تفضح الجزائر : أصبح همُّهم هو المغرب ويواجهون نكسة دولية

صحيفة “أتالايار” الإسبانية تشير إلى استمرار معاناة النظام الجزائري في الساحة الدولية بسبب توجُّهه المستمر ضد جاره المغرب. وفي هذا السياق، تناولت الصحيفة الأحداث الأخيرة، حيث تركزت على دور جامعة الدول العربية في توجيه ضربة جديدة للجزائر.

وفي تقريرها بعنوان “نكسة دبلوماسية جزائرية مزدوجة في المنامة وكاراكاس”، أشارت الصحيفة إلى رفض اللجنة المنظمة لقمة البحرين لاقتراح الجزائر بشأن الصحراء المغربية، مُؤكدة أن هذا الأمر يعكس احترامها لسيادة الدول ودعمها لاستقرارها.

 

وأكدت المصادر القريبة من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وفقًا لما نقلته “أتالايار”، أن الرفض جاء لعدم اعتراف أي دولة عضو في الجامعة بالجمهورية الصحراوية، والتي أُعلنت في الأراضي الجزائرية في فبراير 1976.

 

وفي إشارة إلى فشل الجزائر في استغلال القمة العربية في المنامة لدفع قضيتها، ركَّز التقرير على أن الجزائر أقحمت قضية الصحراء المغربية في جدول أعمال القمة دون جدوى، مما يظهر عجزها عن تحقيق أهدافها الدبلوماسية.

 

وفي إضافة إلى ذلك، ذكرت الصحيفة أن الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة تعرض للسخرية من قبل نظيره المغربي في ندوة بكاراكاس، مما يبرز سلسلة الإخفاقات الدبلوماسية التي يتعرض لها النظام الجزائري.

 

وختمت “أتالايار” تقريرها بتأكيد على أن دور الجزائر في الساحة الدولية يبدو مهزوزًا، حيث تجد نفسها مضطرة للتصدي لانتقادات مستمرة وتحديات دبلوماسية متجددة، مما يعكِس صورة ضعف دبلوماسي بالغ الأهمية في السياسة الخارجية للبلاد.

 

في مقال سابق: الجزائر تستسلم للأمر الواقع: انتعاش تجاري محدود مع إسبانيا وعودة الرحلات الجوية
بعد فشله في إجبار إسبانيا على تغيير موقفها الداعم لمغربية الصحراء، بدا نظام العسكر في الجزائر وكأنه قد استسلم للأمر الواقع إثر رفعه للقيود على بعض المنتجات الإسبانية بداية العام الجاري، لكن على المستوى السياسي لا تزال العلاقة راكدة ولم تُثمر زيارة وزير الخارجية الإسبانية خوسيه مانويل ألباريس إلى الجزائر العاصمة في فبراير الماضي أيّ تقدمٍ ملموسٍ على صعيد حلّ الخلافات بين البلدين.

 

وقال وزير الدولة للتجارة في تصريحه للصحف الإسبانية، إنه منذ أكتوبر الماضي “حدث انتعاش جزئي للصادرات الإسبانية” إلى الجزائر، والتي تم تقليصها إلى الحد الأدنى ابتداء من صيف 2022 بعد استدعاء الجزائر لسفيرها في مدريد للتشاور وتعليق العمل.

 

ومع ذلك، يقر الوزير بأن الانتعاش ليس عامًا ولكنه يتركز بشكل أساسي في صادرات مركبات نقل البضائع، تليها مكونات قطاع السيارات ولحوم البقر، فيما تشير المصادر إلى أن سلعاً أخرى مثل الملابس أو مستحضرات التجميل تظهر عليها علامات التعافي، وإن كانت لا تزال ضعيفة.
ووفقا لبيانات التجارة الخارجية، بلغت قيمة الصادرات إلى الجزائر في الشهرين الأولين من العام 163 مليون أورو، منها 133 مليونا من السلع الرأسمالية، وتتناقض هذه البيانات مع 17 مليونًا تم تسجيلهم بين يناير وفبراير 2023، لكنها لا تزال بعيدة جدًا عن 334 مليونا المسجلة في الشهرين الأولين من عام 2022، عندما لم تكن الأزمة الدبلوماسية قد حدثت بعد.
وفي سياق آخر، أعلنت وزارة النقل الجزائرية عن استئناف الرحلات الجوية بين الجزائر العاصمة ومدريد. بمعدل رحلتين أسبوعيا، وذلك بعد عقد السفير الإسباني لمحادثات رفقة مجلس تجديد الاقتصاد وجمعية أرباب العمل الجزائريين.

 

وأضافت الوزارة الجزائرية أنه بالإضافة للرفع من عدد الرحلات بين الجزائر العاصمة وبرشلونة من 4 رحلات إلى 7 أسبوعيا، وإعادة الخط الجوي ليشمل بالما دي مايوركا، وووهران وبرشلونة.

 

جدير ذكره أن نظام العسكر الجزائري ظل طيلة عشرين شهرا. ورغم جميع محاولاته للضغط على اسبانيا من خلال لعب كل أوراقه. من قبيل الغاز وتوقيف المبادلات التجارية. وإلغاء معاهدة الصداقة وحسن الجوار. لدرجة أصبح يتسول غير تلميح لعدم دعم مدريد لمبادرة الحكم الذاتي دون الحصول عليه.