موقف ليبيا يدفع الجزائر للتراجع عن فكرة “تكتل مغاربي” بدون المغرب وموريتانيا

فرض الموقف الأخير الذي أعربت عنه ليبيا، على دفع الجزائر إلى توضيح فكرة التكتل الذي سعت إلى إنشائه، حيث أعلنت بأنها لا تسعى لتأسيس بديل لاتحاد المغرب العربي، وفقا لما جاء في تصريح وزير خارجيتها أحمد عطاف لوسائل إعلام بلاده أول أمس الخميس.

وقال عطاف بأن الاجتماع التشاوري الأول الذي انعقد يوم الاثنين الماضي في تونس، بين زعماء تونس والجزائر وليبيا، لم يكن اجتماعا لتأسيس بديل لاتحاد المغرب العربي، بالرغم من أن هذا الاجتماع تمخضت عنه نتائج إيجابية من الجانب السياسي، حسب تعبيره.

 

وأضاف المسؤول الجزائري، بأن هذه المبادرة ليست وليدة ظروف معينة، بل فكر فيها الرئيس عبد المجيد تبون منذ مدة طويلة، وأعرب عن “أسفه” بأن المنطقة المغاربية، بالرغم من أنها مليئة بالقضايا ذات الأبعاد الدولية، إلا أن دول المنطقة المعنيين لا يخوضون في هذه القضايا بشكل جماعي.

 

وشدد الوزير الجزائري، بأن اتحاد المغرب العربي يظل هدفا تاريخيا مشروعا، وأشار في السياق ذاته بشأن المبادرة الأخيرة، بأن باب المشاورات يبقى مفتوحا.

 

وجاءت هذه التصريحات من الجزائر على لسان وزير الخارجية، بعدما أعربت ليبيا عقب مشاركتها في الاجتماع التشاوري الأول في تونس، بأنها لازالت وفية ومتشبثة باتحاد المغرب العربي، كإطار يجمع البلدان المغاربية، في إشارة إلى استبعادها لأي محاولة إنشاء “تكتل ثلاثي” يجمعها بتونس والجزائر وإقصاء المغرب وموريتانيا.

 

وأعربت ليبيا عن هذا الموقف بعد إرسال المجلس الرئاسي الليبي مبعوثين إلى كل من الرباط ونواكشوط، بعد يومين فقط من الاجتماع التشاوري الأول في تونس، وأكدت للمغرب وموريتانيا عن العلاقات المتينة التي تجمعها بهما، وضرورة التشبث باتحاد المغرب العربي.

 

وحسب قراءة عدد من التقارير الإعلامية لخرجة أحمد عطاف أول أمس الخميس، فإن الجزائر اضطرت للتراجع عما كانت تحاول الترويج له، بتأسيس تكتل مغاربي جديد يضم 3 بلدان بدل الاتحاد المغاربي الخماسي، على إثر تسجيل موقف ليبيا الذي لا يتماشى مع ما كانت تطمح إليه.

 

وتجدر الإشارة في هذا السياق، بأن موريتانيا كانت واضحة منذ البداية، ورفضت المشاركة في أي مشاورات تستثني المغرب، حيث كانت الجزائر ترغب في الخطوة الأولى تأسيس اتحاد مغاربي جديد يقصي المغرب فقط، لكن موقف موريتانيا في البداية، وموقف ليبيا الأخير، وضعا حدا لهذه المحاولة بنسبة كبيرة.