الجزائر تعين قنصليين جديدين لدى المغرب في وجدة والدار البيضاء

قررت الجزائر إحداث تغييرات شاملة في تمثيلياتها الدبلوماسية عبر العالم، هَمّت 28 سفيرا دفعة واحدة، والملاحظ أن الأمر شمل أيضا قنصليتين عامتين بالمغرب، في كل من الدار البيضاء ووجدة، على الرغم من الأزمة الدبلوماسية المستمرة بين البلدين منذ سنة 2020.

وعمد الرئيس عبد المجيد تبون إلى إجراء العديد من التغييرات على السلك الدبلوماسي، شملت سفراء الجزائر في جل دول الساحل ومصر وإيطاليا والبرازيل أوغندا ونيجيريا وإثيوبيا وزامبيا وغانا، والعديد من الدول الأخرى، كما جرى تعيين قنصلين عامين جديدين بالمغرب في كل من الدار البيضاء ووجدة.

 

وأعلنت خارجية الجزائر تعيين هشام فرحاتي على رأس القنصلية العامة للبلاد في وجدة، المجاورة للحدود الجزائرية، كما جرت تسمية بلغيث جودي قنصلا عاما في الدار البيضاء، وهو المنصب الذي يتولى تنسيق المهام الدبلوماسية مع المغرب.

 

ومنذ أن أعلنت الجزائر من طرف واحد، سنة 2021، قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، وفي ظل غياب السفير الجزائري عن الرباط، أصبحت قنصليتها في الدار البيضاء تمثيليتها الدبلوماسية الرئيسية، وهو ما ظهر من خلال التواصل مع الخارجية المغربية لعرض المساعدة إثر زلزال الحوز سنة 2023.

 

وكان منصب سفير الجزائر في مالي، من أبرز المناصب المشمولة بالتغيير، حيث جرى إعفاء السفير الحالي الحواس رياش، وتعويضه بسفير الجزائر في البيرو، كمال رتيبا، الذي عين سفيرا مفوضا فوق العادة في باماكو.

 

ويرتبط ذلك بالأزمة الدبلوماسية بين الجزائر ومالي، التي دفعت البلدين، قبل أسابيع إلى سحب سفيريهما، بعد احتجاج الحكومة الانتقالية في باماكو على التدخل الجزائري في شؤونها الداخلية، واستقبال ممثلين عن جماعات انفصالية، ما أدى في نهاية المطاف إلى إعلان انسحابها من اتفاق السلم والمصالحة الذي ترعاه الجزائر، والموقع سنة 2015.

 

بلد آخر تعيش الجزائر أزمة دبلوماسية معه، وهو النيجر، الذي يقاسمها الحدود شأنه شأن مالي، حيث جرى تعيين سفير جديد فيه، ويتعلق الأمر بأحمد سعيدي، الذي سيُعوض المهدي بن خدة، الذي كان قد استُدعي في وقت سابق من طرف السلطات الانتقالية بنيامي للاحتجاج على دعم الجزائر للرئيس السابق محمد بازوم.

 

كما عينت الجزائر سفيرين جديدين في كل من التشاد وبوركينا فاسو، البلدان اللذان أعلنا، رفقة مالي والنيجر، الانضمام للمبادرة المغربية التي أطلقها الملك محمد السادس لتمكين دول الساحل من الوصول إلى المحيط الأطلسي، عبر ميناء الداخلة الجديد.

 

وجرى تعيين سفير جاوتي، سفيرا للجزائر في النيجر خلفا لجمال الدين بن عمر ناعوم، الذي كان قد عُين العام الماضي فقط في هذا المنصب، في حين عين نور الدين مريم سفيرا في بوركينافاسو، بعد نحو عام على تعيينه سفيرا للجزائر في الكويت، البلد الخليجي الذي خلفه فيه عبد القادر القاسمي.

 

وقرر تبون أيضا إعفاء سفير بلاده لدى مصر وجامعة الدول العربية، بنعلي الشريف، الذي جرى نقله إلى البرازيل، على خلفية صدام بينه وبين وزير الخارجية أحمد عطاف، بشأن التعامل مع ملف الحرب الإسرائيلية على غزة، وجرى تعيين سفير الجزائر في الصين، حسان رابحي، خلفا له.

 

وكان بيان لوزارة الخارجية الجزائرية، صدر أول أمس الثلاثاء، قد أعلن عن إجراء تغييرات حركية جزئية في سلك السفراء تستهدف “تفعيل الجهاز الدبلوماسي، وتحسين أداء العمل الدبلوماسي، في ظل الرهانات الحالية، وضمان رعاية أمثل للجاليات، على أن تصبح التعيينات سارية بمجرد إتمام الإجراءات التنظيمية المطلوبة”.