فشلت الجزائر في سرقتها..”الشباكية” رمز منبعث من عراقة التراث المغربي

في عالم مليء بالأطعمة والحلويات التقليدية التي تحمل قصصًا عميقة من التاريخ، تبرز الشباكية المغربية كواحدة من أبرز الحلويات التي تحمل روحًا خاصة وأصالة فريدة، فالشباكية ليست مجرد حلوى، بل هي تعبير عن تراث غني وتاريخ عريق يتجلى في كل جزء منها.

وتعتبر حلوى الشباكية المغربية من الحلويات التقليدية الشهيرة التي تعبر عن الهوية المغربية، وتعكس عراقة التراث والمهارات اليدوية العالية للصانعين، حيث تجمع بين النكهات الشهية، والتصاميم الفنية الجميلة، مما جعلها تحفة لا تقدر بثمن في عالم الحلويات التقليدية.

 

لكن مؤخرا، لاحظنا تنامي محاولات الجزائر للاستيلاء على جزء من التراث المغربي، سواء من خلال المأكولات التقليدية أو الفنون المعمارية أو حتى التاريخ والشخصيات الهامة، و تظهر هذه المحاولات واضحة في السعي الى التزوير والادعاءات الباطلة التي تحاول الجزائر نشرها، ولكنها واجهت صعوبة كبيرة عندما تعلق الامر بحلوى الشباكية المغربية، حيث أن الشباكية ليست مجرد حلوى عادية، بل هي تحفة فنية تتطلب مهارات يدوية عالية ومكونات سرية لا يعرفها إلا الصانعون المغاربة المتخصصون، هذه المكونات السرية والتقنيات المتقدمة تجعل من الشباكية تراثًا مغربيًا خالصًا يصعب سرقته أو تقليده بدقة.

 

وتتفق المصادر التاريخية كلها على أن المغرب هو منبع الشباكية، وأن هذه الحلوى الشهية نشأت وتطورت في أرجاء هذا البلد العريق، وتأتي هذه المعلومة من دراسات وأبحاث عديدة قام بها خبراء ومؤرخون مغاربة وعالميون، حيث تُثبت المصادر الأثرية والتوثيقات القديمة أن الشباكية كانت معروفة في المغرب منذ قرون طويلة.

 

وإذا كان البعض قد ربط أصل الشباكية بالعصر الأندلسي، حيث انتقلت مع الهجرات الكبيرة التي وصلت إلى المغرب بعد حروب الاسترداد، وكانت للأندلس تأثير كبير في الحضارة والثقافة المغربية، فناك من ذهب إلى أن الجاليات اليهودية قد لعبت دورًا هامًا في نقل هذه الحلوى وتطويرها في بقاع أخرى من العالم.

 

لكن الحقيقة هي أن الأدلة التاريخية والثقافية تظهر أن الشباكية ليست فقط حلوى تقليدية مغربية، بل هي تعبير عميق عن هوية المملكة وعن عراقة التراث والثقافة في هذا البلد الذي يحمل تاريخا غنيا ومتنوعا، فالتقاليد والموروث الشعبي يعيشان في كل لقمة من الشباكية، تذكيرا بأناقة وعراقة التاريخ المغربي.

 

وعلى الرغم من تطورات العصر والتكنولوجيا، إلا أن صناعة الشباكية تظل محافظة على تفاصيلها التقليدية وعلى نكهتها الأصيلة التي تجذب الناس من جميع أنحاء العالم، إذ أن رونق هذه الحلوى الفريدة يعكس بشكل جميل جوانب مختلفة من تراثنا الغني، مما يجعلها تحفة فنية لا تضاهى في عالم الحلويات التقليدية.

 

وإذا كانت أشكال الهوية الوطنية والثقافية تعتبر من أكثر الجوانب التي تجسد عمق التاريخ والتراث لدى الدول، فإن الكيانات الناتجة عن التقطيع الاستعماري، مهما بلغت من قوة ونفوذ، إلا أن تاريخها الفارغ من أية أمجاد أو تراكمات ثقافية ومعمارية، يجعلها مثل شجرة بدون جذور سهلة الاقتلاع، وبالتالي يدفعها إلى لملمة أوراقها المتساقطة، وصناعة تاريخ لها، لكنها في بعض الحالات والحديث هنا عن “الجزائر” تنخرط في مجموعة من المحاولات السرية والمعلنة للاستيلاء على تراث الآخرين بشكل غير مشروع.

 

وتعد محاولات الجزائر سرقة حلوى الشباكية المغربية ونسبها إليها من بين أكثر المحاولات الفاشلة والمُخزية، حيث تكشف عن نوع من الافتقار للأصالة والابتكار، وعن محاولات ضعيفة لتقليد التراث الغني للمغرب، غير أنه في النهاية تبقى حلوى الشباكية المغربية رمزًا للهوية والتراث المغربي العريق، وتبقى جهود الجزائر للاستيلاء عليها محاولات معتمدة على الكذب والتضليل، ولا تجد سوى الفشل والانتكاس أمام جدار التاريخ والحقيقة.