الفشل يخيم من كل الجوانب على القمة العربية على مستوى الرؤساء المزمع عقدها بالجزائر غداً الثلاثاء، بعد أن أعلن غالبية القادة العرب غيابهم عن القمة باستثناء (أمير قطر ورئيس السلطة الفلسطينية والرئيس التونسي وعبد الميجد تبون والرئيس الموريتاني والرئيس العراقي).
ويكرس هذا الغياب الكبير لهؤلاء الزعماء الثمانية، عدم إقتناع القادة العرب الرئيسيين بالبلد المضيف على لعب دور “لم الشمل” واللعب على محور تزامن القمة مع حدث تاريخي محلي مشكوك في صحته، أراد النظام من خلاله كسب شرعية البقاء في الحكم رغم الرفض الشعبي العارم الذي منعته جائحة كورونا من إستكمال تحرير بلاده من أيدي عصابة تم إسقاط وجهها دون بقية أركانها التي يعشش فيها الفساد.
ملوك وأمراء و رؤساء الدول العربية الثمانية الذين رفضوا الحضور، رفضوا إعطاء مصداقية لنظام يحكم دولة بالحديد والنار، يقطع العلاقات مع بلد جار، ويرفع شعار “لم الشمل” العربي، بينما ألاف العائلات المغربية و الجزائرية قطع النظام العسكري الجزائري أرحامها بهذا القرار الجائر والأحادي.
لذلك، فالقمة العربية، تحولت إلى إجتماع جزائري عربي، يجمع خمسة رؤساء ضمنهم مستضيف الدورة، فيما فضلت غالبية الدول العربية تقليص تمثيليتها بوزراء فقط.
وعلى إثر هذا، فإن مشاركة الملك محمد السادس ألغيت، حيث سيمثله في القمة العربية وفد دبلوماسي يترأسه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ليحسم الجدل حول عدم حضور عاهل البلاد في القمة العربية بالجزائر.
كما أعلنت المملكة الأردنية الهاشمية أن الملك عبد الله الثاني ملك الأردن، سيغيب عن القمة العربية المقبلة بدورتها العادية الحادية والثلاثين، معلنة أن ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني والوفد المرافق له، سينوب عن أبيه الملك.
مم جهتها، كانت المملكة السعودية السباقة لإعلان عدم حضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث اعتذر عن حضور القمة العربية التي ستعقد في الأول من نوفمبر في الجزائر، بعدما رفضت الجزائر وساطة الرياض للتصالح مع المغرب قبل القمة.
بدورها أعلنت مملكة البحرين أن ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة لن يحضر القمة فى الجزائر- لأسباب لم يشرحها- و سيمثله في القمة نائب رئيس مجلس الوزراء، محمد بن مبارك آل خليفة.
وكان ديوان السلطان العماني أيضا، قد أكد أن السلطان هيثم بن طارق، لن يشارك بنفسه فى القمة العربية بالجزائر وأرسل مكانه نائب رئيس الوزراء الممثل الخاص للسلطان، أسعد بن طارق آل سعيد.
وستشهد القمة غياب رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان ، حيث سينوب نائب رئيس الإمارات محمد بن راشد آل مكتوم عن رئيس البلاد في القمة.
الرئيس اللبناني ميشال عون، بدوره سيغيب عن القمة العربية فى الجزاىر لاعتبارات تخص انتهاء عهدته الرئاسية في 31 أكتوبر الجاري، ومن المتوقع أن يرسل مكانه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي .
وأعلنت الكويت أيضا، اليوم الإثنين، أن ولي العهد مشعل الأحمد الجابر الصباح هو الذي سيترأس وفدها في مؤتمر مجلس جامعة الدول العربية للدورة العادية الـ31 عوض أمير الكويت لشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.
وستعرف القمة العربية غياب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي لم يؤكد حضوره إلى حدود الساعة، حيث سيقتصر تمثيل الجمهورية المصرية على وفد دبلوماسي سيترأسه وزير الخارجية المصرية.
ويبدو أن الفشل هو مصير قمة النظام العسكري الجزائري بالدرجة الأولى في تنظيم “لم شمل العرب” حيث كان يهدف إلى تحقيق مكاسب دبلوماسية وإقليمية لتسويقها لدى الرأي العام المحلي على أنها أحد إنجازات نظام عبد المجيد تبون وراعيه شنقريحة، الذي وجد نفسه في ورطة بسبب عدم إقناع جل القادة العرب للحضور للقمة، حيث سيقتصر الحضور فقط على أمير قطر الشيخ تميم ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس التونسي سعيد قيس والرئيس المورتاني والعراقي بالإضافة إلى عبد المجديد تبون رئيس البلد المضيف للقمة.