السجن لامرأة أضرمت النار في صديقتها

أسدلت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بطنجة الستار على واحدة من القضايا التي أثارت الرأي العام خلال الأشهر الماضية، بعد أن قضت في ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء الماضي بـ ست سنوات سجناً نافذاً في حق امرأة أضرمت النار في جسد صديقتها باستعمال مادة حارقة داخل الشارع العام بحي سيدي بوعبيد.

وخلال جلسات المحاكمة، قدمت المتهمة رواية مخالفة لما تم تداوله عقب الواقعة، موضحة أنها كانت تربطها علاقة صداقة بالضحية سابقاً، وأن خلافاً مالياً قديماً كان وراء اندلاع الحادث. وأكدت أن الضحية كانت مدينة لها بمبلغ مالي ورفضت إرجاعه، ما دفعها — وفق قولها — إلى التصرف تحت تأثير الانفعال والغضب، دون نية إزهاق الروح، مستعملة مادة “الدوليو” لإضرام النار.

 

وبعد مناقشة تفاصيل القضية والاطلاع على مجريات التحقيق، خلصت هيئة الحكم إلى أن الوقائع لا ترقى إلى محاولة القتل العمد، لغياب الأدلة على وجود نية مسبقة للقتل، لتقرر إدانتها من أجل الإيذاء العمدي ضد امرأة بسبب جنسها مع سبق الإصرار، طبقاً للفصلين 401 و404 من القانون الجنائي. كما قضت المحكمة بأدائها غرامة مالية قدرها 1000 درهم، ومصادرة المحجوزات وتحميلها صائر الدعوى.

 

وكانت النيابة العامة قد تابعت المتهمة في بداية الأمر بتهم ثقيلة، من بينها محاولة القتل عن طريق إضرام النار، والحيازة غير القانونية لسلاح أبيض، إضافة إلى استهلاك المخدرات والتسول. غير أن المحكمة، وبعد الاستماع للمتهمة وتمحيص ظروف الواقعة، أعادت تكييف الأفعال بما يتناسب مع المعطيات الثابتة في الملف.

 

يُشار إلى أن هذه القضية تعود إلى شتنبر الماضي، حينما هاجمت المتهمة الضحية في الشارع العام وأضرمت النار في جسدها، ما تسبب في إصابتها بجروح بليغة استدعت نقلها على الفور إلى المستشفى. وقد أثارت الواقعة صدمة لدى المواطنين الذين عاينوها، خاصة بعدما راجت في الساعات الأولى روايات غير صحيحة تشير إلى أن الجانية سيدة متشردة طلبت صدقة ووقع شجار بين الطرفين، قبل أن تكشف التحقيقات أن الأمر يتعلق بنزاع مالي بين امرأتين تربطهما علاقة سابقة.