هل تخلت جنوب إفريقيا عن الجزائر والبوليساريو؟

في تحول سياسي غير مسبوق، أعلن رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، ترحيبه بقرار مجلس الأمن الأخير المتعلق بملف الصحراء، والذي كرّس دعم المجتمع الدولي لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية باعتباره الخيار الأكثر واقعية وقابلية للتطبيق.

وخلال كلمته أمام المؤتمر السنوي لحزب “المؤتمر الوطني الإفريقي” ANC، أكد رامافوزا أن بلاده “منخرطة في جهود ترسيخ السلم في عدة مناطق من العالم، من بينها الصحراء”، مشيراً إلى أن تبني الأمم المتحدة بشكل قوي للمبادرة المغربية “يفتح الباب أمام حل سياسي نهائي”، معلناً دعم بلاده لهذا المسار.

 

وتأتي هذه الإشارة الواضحة من رئيس جنوب إفريقيا لتشكل منعطفاً في مقاربة بريتوريا لهذا الملف، بعد سنوات من الاصطفاف إلى جانب الأطروحة الانفصالية. ويقرأ متتبعون هذا التحول في سياق دينامية داخلية تشهدها البلاد، يقودها فاعلون سياسيون واقتصاديون تربطهم مصالح متنامية مع المغرب، من بينهم رجل الأعمال باتريس موتسيبي، الذي يضخ استثمارات ضخمة في السوق المغربية، إلى جانب الرئيس الأسبق جاكوب زوما الذي عبّر في أكثر من مناسبة عن دعمه لوحدة المغرب الترابية ورغبته في توسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين.

 

 

 

ويرى مراقبون أن التصريح الأخير لرامافوزا يمثل ضربة للدبلوماسية الجزائرية التي اعتمدت لسنوات على دعم جنوب إفريقيا لتقوية موقعها في هذا النزاع، معتبرين أن الموقف الجديد يعكس تغيّراً عميقاً في توجهات السياسة الخارجية لبلاد مانديلا.

 

 

 

كما يربط محللون هذا التحول بما حققته الدبلوماسية المغربية من مكاسب خلال السنوات الأخيرة، بفضل نهج يقوم على الإقناع، والعمل الهادئ، والابتعاد عن التوترات المفتعلة، وهو ما مكن الرباط من توسيع دائرة التأييد لمبادرة الحكم الذاتي.

 

وأكد رامافوزا، الذي يقود أكبر حزب سياسي في جنوب إفريقيا إلى جانب رئاسته للبلاد، أن قرار مجلس الأمن رقم 2797 أظهر بجلاء أن “خيار الاستفتاء بات متجاوزاً”، وأن مبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب “تشكل الحل الأكثر جدوى وواقعية”، في إشارة تُقرأ على نطاق واسع بأنها اعتراف عملي بانتهاء رهانات جبهة البوليساريو على المواقف التاريخية لبريتوريا.