كشف تقرير إعلامي إسباني، بثته قناة “Antena 3” ضمن برنامج “إسبيخو بوبليكو”، عن ظروف معيشية مأساوية يعيشها آلاف المهاجرين المغاربة في أحياء نيجار بإقليم ألميرية جنوب إسبانيا.
آلاف العمال يسكنون تجمعات عشوائية بلا ماء صالح للشرب ولا كهرباء، وسط اكتظاظ خانق، في حين تنتشر حولهم أكواخ هشة مصنوعة من البلاستيك والخشب محاطة بالنفايات.
وتشير الصحافة الإسبانية إلى وجود أكثر من 40 تجمعا مماثلا يقطنها مهاجرون قدموا للبحث عن فرص عمل موسمية في حقول الفواكه والخضروات، ليجدوا أنفسهم محاصرين بين هشاشة الوضع القانوني والاستغلال الاجتماعي.
وتمتد على مرمى البصر مساحات واسعة من البيوت البلاستيكية التي توصف بـ”المحيط من البلاستيك”، فيما تنتج هذه المزارع نحو 600 ألف طن من الخضر والفواكه سنويا بقيمة تتجاوز 331 مليون يورو، في مقابل حياة لا تصل إلى حد الكرامة الأساسية للعمال.
ويعيش الكثيرون في ظروف وصفها حقوقيون بأنها “غير إنسانية”، حيث يدفع بعضهم 80 يورو شهريا مقابل كوخ يفتقر لأدنى شروط السكن، بينما يشترك الجميع في صنبور عمومي لتأمين الماء.
ويرتبط سبب الأزمة الأساسي بعدم توفر المهاجرين على أوراق الإقامة القانونية، ما يحرمهم من الحصول على سكن لائق أو خدمات اجتماعية ويجعلهم عرضة للاستغلال المستمر.
ويقول أحد المهاجرين المغاربة: “كنت أعيش أفضل في المغرب مع أسرتي. جئت إلى هنا بحثا عن مستقبل أفضل، لكن الأمور أصعب مما تخيلت”. ومع ذلك، يتمسك العديد منهم بالأمل، فبعضهم يزاوج بين الدراسة والعمل، وآخرون يحلمون فقط بسكن آمن وبيت صغير.
وتواصل المنظمات المدنية الضغط على السلطات المحلية لإيجاد حلول مستدامة تشمل تقنين أوضاع العمال، مراقبة أرباب العمل، وتوفير مساكن تضمن الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية، في مواجهة تناقض صارخ بين الإنتاج الزراعي الضخم وحياة المهاجرين على هامش الإنسانية.
