الصور الجديدة التي نشرت عبر حسابات عسكرية متخصصة أظهرت تثبيت أولى منصات الإطلاق المتنقلة داخل القاعدة، ما يتيح للقوات المسلحة الملكية المغربية الانتقال إلى مرحلة متقدمة من الاعتراض الجوي بعيد المدى.
وتجمع المنظومة الإسرائيلية، بين مركز قيادة موحّد ورادارات “AESA” من طرازين متطورين هما “EL/M-2084” و”EL/M-2138M”، إضافة إلى قاذفات عمودية مثبتة على شاحنات، ما يمنحها مرونة عالية في الانتشار والتشغيل.
بالإضافة إلى هذا، توفر المنظومة أربعة أنواع من الصواريخ الاعتراضية بحسب شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI): “MRAD و” LRAD” ER”، و”EA”، بمديات تتراوح بين 35 و250 كيلومتراً، مع تغطية دائرية كاملة وقدرة على اعتراض أهداف على ارتفاعات تصل إلى أكثر من 35 كيلومتراً.
وصممت هذه الصواريخ، خصيصا للاستخدام أرض-جو، ومزودة بباحثات نشطة عالية الدقة وقدرة كبيرة على المناورة، مع إطلاق عمودي يتيح الاستجابة الفورية للمسارات الجوية المعقدة.
وتسمح البنية الرقمية للمنظومة، بتنسيق عمل عدة وحدات في آن واحد، بحيث يمكن لكل بطارية استخدام بيانات ووحدات بطاريات أخرى لاعتراض أهداف تقع خارج نطاقها المباشر.
ويتيح هذا النظام الدمج بين الدفاعات البرية والبحرية، ومواجهة الطائرات المسيّرة والمأهولة، وصواريخ الكروز والتكتيكية الباليستية، مع إمكانية تعديل تكوين المنظومة حسب طبيعة كل بيئة عملياتية.
وتأتي هذه التطورات، في إطار عقد بقيمة 500 مليون دولار، وقعه المغرب مع شركة “IAI” الإسرائيلية عام 2022، يهدف إلى تعزيز حماية المجال الجوي الوطني ضد التهديدات الحديثة، إلى جانب انخراط المملكة في مشروع تصنيع محلي لطائرات “هاروب” الانتحارية، مستفيداً من قاعدة صناعية-جوية راسخة، في خطوة تعكس طموحه لتطوير قدراته الدفاعية الذاتية.
وأسفرت زيارة أمير بيريتس، رئيس مجلس إدارة “IAI” ووزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، إلى الرباط في يوليو 2024، عن توقيع اتفاق جديد بقيمة مليار دولار حول القمر الصناعي “Ofek”، الذي سيحل تدريجياً محل المنظومات الفضائية الفرنسية، في إطار برنامج يمتد لخمس سنوات، ما يعكس استراتيجية المغرب لتعزيز قدراته في المجال الفضائي والدفاعي على حد سواء.
وتتسق هذه الجهود مع توسيع التعاون الثلاثي بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة، الذي بدأ بمشاركة القوات الإسرائيلية في مناورات “الأسد الإفريقي 2022″، والذي جاء في سياق تعزيز النفوذ العسكري والمعلوماتي المغربي في إفريقيا، لا سيما في بيئة تشهد انخفاضاً في حضور القوات الأمريكية والفرنسية مقابل تزايد تأثير القوى الأخرى مثل روسيا وإيران والصين.
بهذه الخطوات، يؤكد المغرب تصميمه على بناء شبكة دفاعية متكاملة ومرنة، قادرة على حماية أجوائه ومصالحه الاستراتيجية، مع تعزيز موقعه الاقتصادي والعسكري في القارة الإفريقية.
