مرة أخرى أطلق المعلق الجزائري حفيظ دراجي تصريحًا أثار موجة واسعة من الجدل قبل انطلاق كأس أفريقيا بالمغرب، جاء فيه:
“لسوء حظ بطولة أمم إفريقيا أنها ستبدأ بعد أيام فقط من انتهاء كأس العرب بكل إثارتها وجمال ملاعبها ومتعة مبارياتها وحسن تنظيمها وكل الإقبال الجماهيري عليها…”
هذا التصريح لم يقتصر على التعبير عن رأي، بل اعتبره العديد من المتابعين استفزازًا مباشرًا للمغرب، الذي يستعد لاستضافة نسخة تاريخية من البطولة، مع ملاعب حديثة وتنظيم يُضاهي أي حدث عالمي.
تدوينة حفيظ دراجي
ردود فعل حادة ضد التصريح
ردود الفعل على تصريحات دراجي كانت سريعة وحادة، حيث اعتبر كثيرون أن هذا تدخل غير مقبول من إعلامي جزائري ومحاولة للتقليل من قيمة تنظيم المغرب، معلقون رياضيون وصفوا التصريح بأنه مقارنة غير منطقية، وقالوا: “لا يمكن مقارنة بطولة إقليمية ككأس العرب بفخر إفريقيا، بطولة كأس أمم إفريقيا”.
فيما أعربت الجماهير عن استياءها من محاولة دراجي التقليل من الحدث، معتبرين أن المغرب سيثبت للجميع أن التنظيم والإقبال الجماهيري سيكونان على مستوى عالمي، وقال أحد المعلقين بالحرف “أسمحلي حفيظ خويا هنا تاع الصح ما قستهاش، كأس أفريقيا السنغال كوت ديفوار المغرب مصر جنوب أفريقيا.. وزيد تتلعب في المروك يعني مناخ ملائم لا تقران مع كأس العرب، مع احترامي لك”، قبل ن يؤكد معلق آخر بالقول “عاوزين جملة مفيدة، أردت أن تكتب أنها ستبدأ بعد أيام من انتهاء كأس العرب و ليس الانتهاء، أصلح الجمل أولا و لكل حادث حديث و لسوء حظك انها تقام في المغرب، سترى أحسن بطولة أفريقيا في حيانك لا من ناحية الملاعب التي تضاهي قطر عشر مرات و كل الجماهير مرحب بها”.
أما خبراء التنظيم الرياضي فشددوا على أن المغرب يمتلك خبرة طويلة في إدارة كبريات التظاهرات، وأن التنظيم سيكون خرافيًا، سواء من ناحية الملاعب، أو استقبال الجماهير، أو الخدمات اللوجستية.
حملات التشويش.. لماذا الآن؟
اختار المعلق الجزائري حفيظ الدراجي، أن يربط بين كأس إفريقيا المقبلة وكأس العرب المقامة بقطر، واصفاً البطولة القارية بأنها “صاحبة سوء حظ لأنها تأتي بعدها”، في قراءة اعتبرها كثير من المحللين محاولة تشويش مبكرة تخدم أجندة هدفها التقليل من قيمة تنظيم المغرب.
ويرى ملاحظون أن هذه الرسائل لا تناقش معايير الجودة، أو البنية التحتية، أو التجربة التنظيمية المغربية، بل تقوم على مقارنات غريبة بين بطولة قارية بتاريخ يمتد منذ 1957، وبطولة إقليمية محدودة من حيث الأسماء والجماهير والتأثير الرياضي.
كما يؤكد محللون أن “من يتحدث عن سوء حظ الكأس” ربما يعرف مسبقاً حجم الإبهار الذي سيشاهده العالم خلال أيام، من ملاعب حديثة، أمن شامل، تنظيم عالمي، وحضور جماهيري ضخم. لذلك تأتي هذه الحملة استباقية، قبل أن تثبت البطولة نجاحها عملياً كما حدث مع مونديال الأندية، كأس إفريقيا للسيدات، وكبرى المؤتمرات الدولية التي احتضنها المغرب في السنوات الأخيرة.
واللافت، حسب متابعين، أن الطرف الذي يحاول بعض الإعلاميين خدمته يعجز عن تنظيم دوري محلي دون أزمات، فكيف ببطولة قارية تشارك فيها نخبة المنتخبات الإفريقية؟
المغرب لا يحتاج اعترافاً من “أبواق الحسد”
سجل المغرب في التنظيم أصبح واضحاً وراسخاً، لا ينتظر شهادة من معلق أو قناة أو خطاب سياسي. فالمملكة راكمت تجربة على الأرض، بميزانيات ضخمة، ملاعب بمواصفات الفيفا، خطة أمنية رائدة، وتنظيم يضع مصلحة الجماهير والمنتخبات في قلب الأولويات.
لذلك، فإن أي حملة تشويش لن تغيّر من الواقع شيئاً؛ فالبطولة على الأبواب، والاستعدادات بلغت مراحلها النهائية، والإنجاز التنظيمي سيتحدث عن نفسه كما تعود المغاربة.
والظاهر أن تصريح حفيظ دراجي يندرج ضمن محاولات استفزاز المغرب، لكن الحقيقة واضحة: المملكة مستعدة لتقديم نسخة لا تُنسى من كأس إفريقيا، وستثبت للجميع أن التنظيم المغربي في كرة القدم لا يُضاهى. لكل حادث حديث، والمغرب سيصنع الحدث كما عود القارة والعالم.
