أثار مقطع فيديو تم تداوله على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) موجة واسعة من الجدل في بلجيكا، بعد أن أظهر مجموعة من الأشخاص من أصول مسلمة وهم يتناولون وجبة على قبور بمقبرة إيفير متعددة الأديان في بروكسل، وتحديداً في القسم المخصص للدفن وفق الشعائر الإسلامية.
الفيديو، الذي قيل إن أحداثه تعود إلى شهر يونيو الماضي تزامناً مع عيد الأضحى، أظهر أفراد عائلة يجلسون على شواهد القبور، حيث وُضعت زجاجات ماء وصينية طعام على إحدى الشواهد. المشهد أثار استياء العديد من رواد مواقع التواصل، ووصفه بعضهم بـ”التصرف غير المحترم” في مكان يُفترض أن يكون للتأمل والسكينة، فيما أعيد نشره من قبل شخصيات سياسية معروفة مثل جان ميسيا المقرب من إيريك زيمور.
في تعليقها على الجدل، أوضحت فيرونيك ليفيو، نائبة عمدة إيفير، أن المقبرة لا تخضع لإدارة البلدية وإنما لإدارة مشتركة تضم 12 جماعة بلدية من بينها سكاربيك وبروكسل. وأشارت إلى أنها كانت قد أثارت هذا النوع من السلوكيات مع المديرة المسؤولة، التي أكدت بدورها اتخاذ إجراءات للحد منها.
من جانبها، أعربت إيزابيل توماس، مديرة الهيئة المسؤولة عن المقبرة، عن “صدمتها” من الصور، لكنها شددت على أن الأمر يرتبط بعادة ثقافية لدى بعض أفراد الجالية السورية ولا علاقة له بالدين الإسلامي، مشيرة إلى أن إدارة المقبرة لا توافق على هذا السلوك، وأن ما يهم هو “احترام الجميع” في فضاء متعدد الأديان.
توماس أوضحت أن لوائح المقبرة تمنع الأكل أو التدخين أو السير على القبور، مؤكدة أن طاقم العمل والأمن يتدخل عند ضبط هذه الممارسات، وأحياناً تُستدعى الشرطة عند رفض الامتثال، رغم تفضيل حل الأمور ودياً حفاظاً على قدسية المكان. لكنها أقرت بأن حجم المقبرة وصعوبة مراقبتها بشكل دائم، خاصة في عطلات نهاية الأسبوع والأعياد، يجعل من المستحيل منع جميع التجاوزات.
