في أجواء احتفالية مفعمة بالفخر والانتماء، احتضنت قنصلية المملكة المغربية بأوترخت، مساء يوم أمس، حفلا رسميا بهيجا لتخليد الذكرى السادسة والعشرين لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله عرش أسلافه المنعمين.
وجاء هذا الاحتفاء المتميز بحضور وازن لشخصيات دبلوماسية وممثلين عن السلطات والمؤسسات الهولندية، إلى جانب نخبة من أبناء الجالية المغربية المقيمة في هولندا، الذين لبوا الدعوة بروح وطنية عالية، مؤكدين ارتباطهم الوثيق بجذورهم وهويتهم المغربية.
وأشرف على هذا الحدث المميز القنصل العام المساعد عبده القادري، الذي ألقى كلمة افتتاحية مؤثرة استحضر فيها رمزية عيد العرش المجيد كمناسبة وطنية راسخة في الوجدان الجماعي، وفرصة لتجديد أواصر الولاء والوفاء للعرش العلوي المجيد، وللتعبير عن الاعتزاز بالمسار التنموي الذي تقوده المملكة تحت القيادة المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس.
وأكد القنصل العام المساعد، في كلمته، على الدينامية الإصلاحية الشاملة التي شهدتها المملكة خلال السنوات الأخيرة، والتي همت مختلف القطاعات الحيوية، من تنمية بشرية وتعزيز للبنيات التحتية، إلى دعم متواصل للعدالة الاجتماعية وتكريس مكانة المغرب كفاعل وازن على الساحتين الإفريقية والدولية.
وتميز الحفل بعرض شريط وثائقي سلط الضوء على أبرز المشاريع المهيكلة التي رأت النور في عهد جلالة الملك، والتي تشكل دليلا ناطقا على الرؤية الاستراتيجية المتبصرة التي ينهجها المغرب في سبيل تحقيق التنمية المستدامة والعدالة المجالية.
الحاضرون، الذين تنوعت انتماءاتهم واهتماماتهم، عبروا عن سعادتهم البالغة بهذا الحفل، مشيدين بحسن التنظيم ودفء الاستقبال، ومؤكدين أن مثل هذه المبادرات تعزز من روابط الانتماء وتقوي وشائج العلاقة بين مغاربة العالم ووطنهم الأم.
وقد أضفى ترديد النشيد الوطني المغربي بعد الهولندي لحظة مؤثرة، جسدت بعمق روح التلاحم بين أبناء الوطن، فيما شكلت كلمات المتدخلين مناسبة للتعبير عن الاعتزاز بمسار المملكة والمكانة التي أضحت تحتلها بين الأمم.
واختتم هذا اللقاء المميز بوليمة مغربية راقية ضمت أطباقا تقليدية أصيلة أعدت بذوق رفيع، ونالت إعجاب الجميع، وكانت خير ختام لهذه الأمسية المليئة بالمعاني والدلالات الوطنية.
وكما عودت متتبعيها، كانت “هبة بريس” حاضرة لتوثيق أبرز لحظات هذا الحدث، ونقلت عبر ميكروفونها تصريحات القنصل العام المساعد وعدد من الشخصيات الحاضرة، التي أجمعت على نجاح التظاهرة وعمق دلالتها.
هكذا، نجحت قنصلية المملكة المغربية بأوترخت، مرة أخرى، في تقديم نموذج راق للاحتفال بالمناسبات الوطنية بالخارج، جامعة بين الرمزية والاحترافية، ومجسدة للقيم الأصيلة التي توحد المغاربة داخل الوطن وخارجه، تحت راية واحدة وقيادة حكيمة لجلالة الملك محمد السادس.