تعيش جبهة البوليساريو على وقع صدمة جديدة، بعد إعلان الإكوادور عن إرسال وفد رسمي رفيع المستوى في زيارة تشمل عدة مدن مغربية، من بينها الداخلة، وهو ما اعتبرته الجبهة “انحرافاً خطيراً” عن المواقف التي كانت كيتو تتبناها سابقاً.
الوفد، الذي يقوده نائب وزير الفلاحة ماركو أنطونيو، يرتقب أن يجوب التراب المغربي ما بين 21 و30 يوليوز، ويجري لقاءات مكثفة مع مسؤولين مغاربة، في إطار بحث فرص شراكة اقتصادية جديدة، تشمل قطاعات الفلاحة والتجارة والاستثمار.
قرار الإكوادور لم يأتِ من فراغ، خاصة بعد أن علّقت رسمياً في أكتوبر 2024 اعترافها بالكيان الانفصالي، لتفتح بذلك صفحة جديدة في علاقتها مع الرباط. هذا التحول تُرجم لاحقاً باستقبال وزيرة الخارجية الإكوادورية في العاصمة المغربية بداية الشهر الجاري، وتوقيع مذكرة تفاهم تؤسس لتعاون أوثق بين البلدين.
لكن زيارة الداخلة تحديدا كانت كافية لتفجير غضب البوليساريو، التي ضغطت على الخارجية الإكوادورية لإلغاء الخطوة، دون جدوى. في حين تراها أوساط دبلوماسية بداية اصطفاف واضح إلى جانب رؤية المغرب لحل النزاع.
التحول في موقف الإكوادور يُعد انتكاسة جديدة للجبهة الانفصالية، ويؤكد من جديد أن الدينامية التي تقودها الرباط على الساحة الدولية تواصل تفكيك تحالفات وهمية، وبناء شراكات تقوم على المصالح الواقعية والتعاون المتبادل.
