كشفت تقارير إعلامية إسبانية، أن حزب “فوكس” اليميني المتطرف، عاد لتأليب الرأي العام الداخلي، مستغلًا ملف القاصرين المغاربة المتواجدين بمدينة سبتة السليبة، وموجّهًا اتهامات مباشرة إلى المغرب بالوقوف وراء ما أسماه “تشجيع الهجرة غير النظامية”، في تجاهل واضح للدور الإسباني في تعقيد هذا الملف الحساس.
“فوكس” زعم أن سبع عائلات مغربية تواجه عراقيل في استرجاع أبنائها من سبتة المحتلة، وذهب إلى حد اعتبار الأمر بمثابة “اختطاف” من طرف المغرب، في تصريح يفتقر إلى الدقة، ويتجاهل واقع الإجراءات القانونية التي تحكم عودة القاصرين، وكذا التحديات المرتبطة بالتنسيق الثنائي بين الرباط ومدريد.
وفيما يُحمّل “فوكس”، المغرب، كامل المسؤولية، يغيب عن خطابه أي حديث عن تقاعس السلطات الإسبانية في تفعيل بنود الاتفاق الثنائي الموقع منذ 2013 بشأن إعادة القاصرين، أو عن مدى التزامها بمقتضيات القانون الدولي في ما يخصّ حماية الطفولة.
والمثير في الأمر أن تصريحات الحزب اليميني جاءت متجاهلة لكون معظم هؤلاء القاصرين دخلوا إلى سبتة السليبة في ظروف غير طبيعية، وسط صمت مريب من السلطات الإسبانية، التي لم تقم بما يكفي لوقف تلك التدفقات أو للتواصل مع عائلاتهم في المغرب.
ويرى متتبعون للشأن المحلي أن هذا الخطاب السياسي التصعيدي ليس سوى محاولة من “فوكس” لاستغلال الملف في سياق انتخابي داخلي، دون اكتراث بحقيقة أن المغرب لطالما عبّر عن استعداده للتعاون في هذا الملف، شريطة توفر بيئة قانونية وإنسانية سليمة تراعي مصلحة القاصرين أولاً وأخيرًا.
