خيم الحزن على الجالية المغربية في بلجيكا، بعد حادث مأساوي راح ضحيته أب مغربي يدعى عبد الله، يبلغ من العمر 33 سنة، وابنته بشرى البالغة من العمر خمس سنوات، غرقاً في قناة لوفان-دايل بمدينة مالين، يوم السبت الماضي، خلال نزهة صيد تحولت إلى فاجعة.
وكانت الأسرة قد احتفلت قبل أيام قليلة بعيد ميلاد الطفلة بشرى في أجواء عائلية بمدينة رومست، مسقط رأسهم، دون أن يخطر ببال أحد أن ذلك اليوم سيكون آخر لحظات الفرح قبل أن تخيم فاجعة الفقد. عبد الله وابنته كانا يترددان كثيراً على ضفاف القناة لممارسة هوايتهما المفضلة في الصيد، في لحظات وصفها أقاربهم بأنها كانت مليئة بالحب والانسجام.
بحسب شهادة خديجة حسني، شقيقة عبد الله، فإن الحادث وقع بينما كان الأب وابنته جالسين على ضفة القناة، قبل أن تسقط الطفلة على الأرجح في المياه. وفي محاولة يائسة لإنقاذها، قفز والدها خلفها، لكن التيار جرفهما معاً، ولم يتمكنا من النجاة.
الزوجة، الحامل في أشهر متقدمة، بدأت تشعر بالقلق بعد تأخر عودة زوجها وطفلتها لساعات طويلة، خاصة أنها كانت في المنزل مع طفلهما الأصغر، الذي لم يُكمل عامه الأول بعد. اتصلت بالشرطة التي سارعت بفتح تحقيق في “اختفاء مقلق”، ليُعثر لاحقاً على سيارة عبد الله قرب القناة، وكانت إحدى أبوابها مفتوحة، ما زاد من ترجيح فرضية الغرق.
بعد ثلاثة أيام من البحث، تم العثور مساء الإثنين على جثتي عبد الله وبشرى في مياه القناة. وأكدت خديجة، والدموع تغالبها، أن العائلة كانت تخشى الأسوأ، لكن أن تتحول تلك المخاوف إلى واقع كان أمراً مؤلماً يفوق التصور. وأضافت: “كانا متلازمين في الحياة، وها هما الآن متلازمان في الموت.. عزاؤنا الوحيد أنهما لم يفترقا حتى في لحظةالرحيل”.
العائلة أعلنت أن جثماني الأب وابنته سيواريان الثرى في المغرب، بعد الانتهاء من الإجراءات الإدارية، مؤكدة في الوقت ذاته رغبتها في الحفاظ على خصوصيتها وعدم نشر أي صور للضحيتين.