اهتز مركز الجماعة القروية “أولاد ازباير” بإقليم تازة على وقع جريمة قتل بشعة، ذهبت ضحيتها طبيبة شابة تشتغل بالمديرية الجهوية للصحة بجهة فاس مكناس، بعد العثور، أول أمس الخميس، على جثتها مقطعة إلى أشلاء في حديقة توجد في منزل عائلة زوجها الذي يشتغل كذلك طبيبا بالمستشفى الإقليمي الغساني بمدينة فاس.
وأفادت المصادر أن الطبيبة “هدى.و” من مواليد سنة 1985 حضرت يوم الإثنين الماضي إلى مقر عملها بإدارة المديرية الجهوية للصحة بمدينة فاس، كما حضر زوجها الطبيب “محمد.ب” إلى مقر عمله بالمستشفى الإقليمي الغساني المجاور لمقر عمل زوجته، لكن في صبيحة اليوم الموالي، الثلاثاء 15 يوليوز الجاري، اختفت الطبيبة وزوجها عن الأنظار في ظروف غامضة، ما اضطر والدها رفقة شقيقه إلى تقديم بلاغ بالاختفاء لدى المصالح الأمنية التي تفاعلت بسرعة مع شكاية عائلة الطبيب وشرعت في إجراءات البحث، بما في ذلك الاستعانة بالوسائل التكنولوجية لتحديد موقع هاتف الضحية.
وأسفرت نتائج الخبرة عن تحديد آخر موقع لهاتف الضحية بمنزل أسرة زوجها المتواجد بجماعة “أولاد ازباير” التابعة لإقليم تازة وتبعد عن مدينة فاس بحوالي 100 كيلومتر شرقا، وبحضور تعزيزات من مركز الدرك الملكي بجماعة “بني فراسن”، قامت عناصر من الشرطة القضائية والشرطة العلمية والتقنية بولاية أمن فاس وبالاستعانة بالكلاب البوليسية، بتمشيط المنزل، ليتم العثور على جثة الهالكة مقطعة إلى أشلاء مدفونة في حديقة صغيرة توجد خلف المنزل، كما تم العثور على بقع دم في الصندوق الخلفي لسيارة زوجها الطبيب التي تم العثور عليها بمدينة فاس، واختفى بدوره عن الأنظار منذ اختفاء زوجته الطبيبة، ما يعزز شبهة تورطه في ارتكاب الجريمة، ومغادرته التراب الوطني في اتجاه مدينة “نيس” الفرنسية التي تقيم بها أسرته، وسبق له أن درس في كلية الطب بهذه المدينة.
وظل أب الطبيبة الضحية وشقيقها يترددان يوميا منذ يوم الثلاثاء الماضي على مقر المديرية الجهوية للصحة، للاستفسار عن الضحية، حيث حضر صباح أول أمس الخميس، وهو يبكي بحرقة بعدما راودته شكوك حول مصيرها، وذلك قبل ساعات قليلة من العثور على جثتها في نفس اليوم، ولم تستبعد المصادر أن تكون جريمة القتل قد ارتكبت بمنزل الضحية وزوجها بمدينة فاس، قبل نقل أشلاء الجثة في الصندوق الخلفي لسيارة الزوج إلى نواحي تازة للتخلص منها، وأفادت المصادر بأن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بفاس أمر بتشريح الجثة، وتكليف الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بإجراء البحث حول ظروف وملابسات هذه الجريمة التي خلفت حزنا عميقا في صفوف زملاء الطبيبة الضحية والمسؤولين بالمديرية الجهوية للصحة.
وأفادت مصادر من محيط عمل الطبيب وزوجته، بأنهما دخلا في خلافات في الأشهر الأخيرة، بسبب شكوك الزوج حول ربط زوجته لعلاقة غرامية مع شاب يشتغل إطارا بالمختبر الجهوي للتحاليل الطبيبة بنفس المستشفى الذي يشتغل به الزوج، ووصلت حدة الشكوك إلى درجة دخول الطبيب في صراعات مع هذا الإطار الذي نفى أمام مسؤولين بالمديرية الجهوية للصحة وجود أية علاقة تربطه بالطبيبة، كما تعرض هذا الإطار لمحاولة اعتداء من طرف شقيق الطبيب، ما استدعى تدخل عناصر الشرطة لتهدئة الأوضاع، قبل أن تتطور الشكوك وتتزايد حدة الخلافات بين الزوجين إلى ارتكاب جريمة، انتهت بقتل الزوجة الطبيبة، واختفاء الزوج الطبيب، تاركين وراءهما طفلين بريئين في عمر الزهور.