أصبحت بعض السلوكيات اللا أخلاقية الصادرة عن عدد من المهاجرين المغاربة المقيمين بإسبانيا مصدر قلق متزايد لدى الرأي العام المحلي، كما باتت هذه التصرفات تشكل عبئا حقيقيا على صورة الجالية المغربية المقيمة هناك، والتي عرفت على مدى عقود بانضباطها ومساهمتها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالبلد المضيف.
وتتوزع هذه السلوكيات، التي توثقها أحيانا تقارير إعلامية إسبانية أو تداولات على مواقع التواصل الاجتماعي، بين الاعتداءات المتكررة، والسكر العلني، والتشويش في الأماكن العامة، وأحيانا الانخراط في أعمال إجرامية محدودة لكنها تترك أثرا سلبيا كبيرا على صورة الجالية ككل.
هذا الوضع يدفع بعدد من أبناء الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا إلى التعبير عن استيائهم من تصرفات قلة لا تمثلهم، لكنها تسيء إليهم جميعا، حيث يجد الكثير من المغاربة أنفسهم في مواقف محرجة، مطالبين بتبرير أو تفسير سلوكيات لا تربطهم بها أية صلة لا من قريب ولا من بعيد.
وتعالت في الآونة الأخيرة دعوات من داخل الجالية نفسها، ومن فعاليات مدنية مغربية إسبانية، إلى ضرورة التركيز على توعية الشباب المغاربة المهاجرين وتعزيز اندماجهم الثقافي والقيمي بالمجتمع الإسباني، دون أن يعني ذلك التخلي عن الهوية الأصلية أو القيم المغربية الأصيلة.
كما طالب عدد من المهتمين بضرورة تعزيز التواصل بين المؤسسات الرسمية المغربية والجالية، وتشجيع المبادرات التي تبرز النماذج الإيجابية من أبناء الجالية، والذين يمثلون السواد الأعظم، سواء في مجالات العمل أو الدراسة أو العمل الجمعوي.
ورغم أن هذه التصرفات السلبية تبقى محدودة من حيث العدد، إلا أن تأثيرها الإعلامي والمجتمعي كبير، ما يفرض مقاربة شاملة تشترك فيها مؤسسات الدولة، والجمعيات المدنية، والأفراد، لضمان استمرارية الصورة المشرفة التي رسخها المغاربة في الخارج لعقود طويلة.