في واقعة غير مسبوقة، أثار ظهور أفعى “ذو القرنين” السامة قرب أحد التجمعات السكنية في منطقة أفسو، جنوب غربي الناظور، حالة من الفزع بين السكان. ورغم أن الإقليم والبلدات المحيطة به معروفة بظهور الحشرات والحيوانات السامة في فصل الصيف، إلا أنّ هذا الحادث يبرز زيادة في المخاوف المتعلقة بانتشار هذه الكائنات. ومع الارتفاع المتزايد في درجات الحرارة، يحذر الخبراء من أن ظاهرة الاحتباس الحراري قد تسهم في تمدد هذا النوع من الحيوانات السامة إلى مناطق كانت في السابق بمنأى عن خطرها.
وكانت البلدة نفسها، إلى جانب المناطق المجاورة، قد شهدت استنفاراً كبيراً في صفوف السكان الذين أبدوا قلقهم من تكرار هذه الظاهرة، خاصة في مدينة العروي المجاورة، التي تشتهر بكثرة الأحراش في محيطها، مما يرفع من احتمال تواجد الأفاعي السامة فيها. ومع هذه المخاوف المتزايدة، بات من الضروري اتخاذ إجراءات فورية للحد من انتشار هذه الكائنات، ومنها التخلص من الأحراش المحيطة بالمناطق السكنية.
وتعتبر أفعى “ذو القرنين”، المعروفة أيضاً بالأفعى القرناء أو “أم قرون”، من الأنواع السامة التي تعيش في المناطق الصحراوية. تتميز هذه الأفعى بوجود قرنين صغيرين فوق عينيها، مما يجعلها من أكثر الأنواع المميزة. وعلى الرغم من أنها عادة ما تظل بعيدة عن التجمعات السكنية، إلا أن تغيرات المناخ قد تدفعها إلى البحث عن مناطق جديدة لتوفير احتياجاتها المائية، مما يزيد من احتمالات مواجهتها للإنسان.
هذه الحادثة تضع السلطات المحلية أمام تحدٍ جديد يتطلب تدابير عاجلة للحفاظ على سلامة المواطنين، في ظل تزايد المخاطر التي قد ترافق تغيرات المناخ المستمرة.
المقال التالي