إضراب مرتقب بميناء الجزيرة الخضراء يهدد عملية مرحبا 2025

يواجه ميناء الجزيرة الخضراء جنوب إسبانيا احتمال حدوث ارتباك في حركة الملاحة البحرية خلال الأيام المقبلة، بسبب الإضراب المزمع تنفيذه من طرف المرشدين البحريين المكلفين بتوجيه السفن والبواخر داخل الميناء. ويأتي هذا التطور في وقت حرج، حيث تستعد المنطقة لاستقبال أعداد كبيرة من المسافرين ضمن عملية “مرحبا 2025”، المخصصة لعبور أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج.

وحسب ما أوردته الصحافة الإسبانية، فقد دخلت الجهات المختصة في جولات تفاوض مع ممثلي المرشدين البحريين بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن تحسين شروط العمل، إلا أن المحادثات لم تفضِ حتى الآن إلى نتيجة، ما يفتح الباب أمام تنفيذ الإضراب في أي لحظة، ويهدد بإحداث اضطراب في نشاط الميناء خلال فترة الذروة التي تشهد ضغطًا كبيرًا بفعل التدفقات الموسمية للمسافرين والمركبات.

 

ورغم أن السفن الرابطة بين ميناء الجزيرة الخضراء وكل من ميناء طنجة المتوسط وميناء سبتة لا تعتمد بشكل أساسي على خدمات الإرشاد البحري نظرًا لخبرة الربابنة في هذه المسارات، إلا أن ارتفاع عدد الرحلات خلال ذروة موسم العبور يفرض في كثير من الأحيان الاستعانة بالمرشدين لضمان انسيابية عمليات الدخول والخروج وتفادي أي ارتباك قد يؤثر على السير العادي لحركة الملاحة داخل الميناء.

 

وتسود مخاوف لدى السلطات الإسبانية والمغربية من أن يؤثر هذا الإضراب المحتمل بشكل سلبي على عملية عبور الجالية المغربية، لاسيما عبر الخط البحري الرابط بين الجزيرة الخضراء وطنجة المتوسط، الذي يُعد من أكثر المسارات نشاطًا خلال فصل الصيف. وقد يؤدي هذا الوضع إلى طوابير طويلة وتأخير مرهق للعابرين، مع ما يترتب عن ذلك من تداعيات اقتصادية واجتماعية.

 

وفي هذا السياق، سبق للسلطات الإسبانية أن أعلنت عن تعبئة إضافية استعدادًا لعملية “مرحبا 2025″، من خلال تعزيز طاقم العمل بميناءي الجزيرة الخضراء وطريفة بـ700 عنصر إضافي ابتداء من فاتح يوليوز الجاري، بهدف تسريع وتيرة العبور، وتسهيل إجراءات التنقل، وتقليص مدد الانتظار، في ظل توقعات بارتفاع عدد المسافرين بنحو 5% مقارنة بالسنة الماضية، وهو ما يعكس حجم الضغط المرتقب على الموانئ خلال الأسابيع المقبلة