تعيش مدينة السمارة في الأقاليم الجنوبية المملكة، عشية اليوم، على وقع حالة من الهلع والارتباك في صفوف السكان، وذلك بعد سقوط خمس مقذوفات بالقرب من القطب الحضري “الربيب”، في واقعة أثارت مخاوف حقيقية لدى السكان، خاصة لأنها ليست المرة الأولى التي تشهد فيها المدينة هذا الحادث، وذلك بعد الحادث الذي جرى تسجيله في أكتوبر من عام 2023، والذي أسفر عن وفاة شخص، وإصابة ثلاثة آخرين، نتيجة إطلاق مقذوفات متفجرة استهدفت أحياء سكنية بالمدينة.
ووفق معطيات من مصادر محلية مطلعة، فقد سقطت المقذوفات في مناطق غير مأهولة نسبيًا قرب المدينة، دون تسجيل إصابات في الأرواح حتى الآن، في انتظار تأكيد رسمي من السلطات المحلية المختصة بشأن حصيلة الخسائر المادية أو البشرية المحتملة.
وترجح المصادر ذاتها، أن ميليشيات مسلحة تابعة لجبهة البوليساريو الانفصالية، هي من تقف وراء هذا الهجوم الإرهابي الأرعن، وذلك بعدما اقتربت من الجدار الرملي العازل، وأطلقت قذائف بشكل عشوائي باتجاه محيط المدينة، في تصعيد خطير يُعيد إلى الواجهة التوترات القائمة في المنطقة العازلة.
القوات المسلحة الملكية، رفعت حالة التأهب بالمنطقة، وسط تعزيزات أمنية ملحوظة في محيط السمارة، بينما تم فتح تحقيق ميداني لتحديد مصدر المقذوفات بدقة، وكشف ملابسات هذا التصعيد المفاجئ.
وتأتي هذه التطورات في سياق تحركات متكررة لعناصر الجبهة الانفصالية شرق الجدار الأمني، ما يثير تساؤلات حول أهداف هذه المحاولات الاستفزازية وتوقيتاتها، خاصة في ظل الأوضاع الإقليمية المتقلبة.
ويُنظر إلى هذا الهجوم الذي استهدف محيط مدينة السمارة عبر قصف عشوائي نفذته ميليشيات تابعة لجبهة البوليساريو، على أنه مؤشر عملي على الطبيعة العنيفة والتهديدية لهذا الكيان الانفصالي، في وقت يتزامن مع طرح مشروع قانون في الكونغرس الأمريكي يسعى لتصنيف البوليساريو كجماعة إرهابية.
ويعزّز هذا الحادث من الحجج الأمنية والسياسية التي تُطرح في الأوساط الغربية، وخاصة الأمريكية، بشأن ارتباط الجبهة بشبكات متطرفة تنشط في منطقة الساحل والصحراء، ويزيد من إقناع صناع القرار بضرورة التعامل معها كطرف غير شرعي، يهدد أمن واستقرار حليف استراتيجي للولايات المتحدة هو المغرب.
ويرى متابعون للشأن الأمني أن هذا التصعيد المسلح من جانب البوليساريو، يُعد خطوة خطيرة في اتجاه تقويض الاستقرار الداخلي، ويؤكد على سلوكياتها التي تتقاطع مع أساليب الجماعات الإرهابية، سواء من حيث طبيعة الهجمات أو أماكن تنفيذها أو توقيتها، وهو ما قد يعجّل بتصنيفها رسمياً ضمن المنظمات الإرهابية العابرة للحدود، ويدفع نحو إعادة ضبط السياسة الدولية تجاهها، خاصة في ظل الدعم السياسي والعسكري الذي تتلقاه من الجزائر.