شاب يقتل والدته ويستسلم للموسيقى

شهد حي جنان الزهراء بعين اعتيق، التابعة لعمالة الصخيرات تمارة، واقعة مروعة حين أقدم شاب يبلغ من العمر 37 سنة على ارتكاب جريمة قتل بشعة في حق والدته المسنة (80 سنة)، بعد أن أغلق باب الشقة بإحكام وانهال عليها بأغراض منزلية ثقيلة، متسببًا في إصابات قاتلة على مستوى الوجه والرأس، أردتها جثة هامدة قبل وصول عناصر الدرك الملكي.

وحسب مصادر مطلعة، هرع والد الجاني إلى المركز الترابي للدرك الملكي بعين اعتيق لإبلاغهم بالواقعة، ما استنفر فرقة من العناصر التي توجهت بسرعة إلى عين المكان. وبسبب إغلاق الباب الرئيسي، اضطرت عناصر الدرك إلى ولوج المنزل عبر نافذة الشقة، ليعثروا على جثة الأم ممددة على الأرض غارقة في دمائها.

 

وفي الوقت الذي استعدت فيه العناصر الأمنية لمواجهة مقاومة محتملة من القاتل أو حتى انتحاره، تفاجأت بكونه قد تحصن في غرفته وأغلق الباب على نفسه، رافضًا فتحه رغم محاولات التفاوض. وبأمر من النيابة العامة، تم كسر الباب، ليُكتشف الشاب مستلقياً على سريره واضعاً سماعات في أذنيه وهو يستمع للموسيقى، في مشهد صادم يتنافى مع حجم الجريمة المرتكبة.

 

تمت السيطرة على المشتبه فيه وتقييده قبل اقتياده إلى مقر الدرك، حيث أُحيل لاحقًا على المركز القضائي بسرية تمارة لتعميق البحث معه، ووُضع رهن تدبير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة المختصة.

 

وكشف والد الجاني خلال الاستماع إليه أن ابنه يعاني اضطرابات نفسية منذ أزيد من عشر سنوات، ويتوفر على ملف علاجي بالمركز الاستشفائي الرازي بسلا، ويتابع علاجه بأدوية وصفها أطباء مختصون في الطب النفسي.

 

في المقابل، أظهرت التحقيقات الأولية أن المشتبه فيه، رغم اضطراباته النفسية، يتمتع بدرجة من الإدراك والتمييز. ووفق المعطيات المتوفرة، فإن الجريمة وقعت نتيجة نوبة هستيرية كان يمر بها في لحظة ارتكاب الفعل، إذ بدا في أقواله متناقضاً، لكنه محافظ على مظاهر الوعي والإدراك الظرفي.

 

وتنتظر النيابة العامة نتائج الخبرة الطبية النفسية التي ستجرى على الجاني مجددا، قبل اتخاذ القرار المناسب بشأن وضعه القانوني، إما بإيداعه جناح الأمراض النفسية والعقلية، أو متابعته في حالة اعتقال احتياطي في انتظار محاكمته، بناء على نتائج التقييم الطبي وحجم مسؤوليته الجنائية.