أيدت المحكمة الجنائية الخاصة بباريس، أمس السبت 20 يونيو 2025، الحكم الابتدائي الصادر بالسجن المؤبد، في حق المتهم الفرنسي-المغربي محمد الأمين أبرواز، المتهم بالتواطؤ في قتل ضابطي شرطة في حادثة ماغنانفيل التي وقعت في 13 يونيو 2016 بضواحي باريس.
وكانت الجريمة قد استهدفت الموظفة الإدارية في الشرطة جيسيكا شنايدر (36 سنة) وزوجها الشرطي جان باتيست سالفان (42 سنة)، اللذين قتلا بوحشية داخل منزلهما أمام طفلها البالغ من العمر 3 سنوات، حيث تم ذبح جيسيكا، فيما تعرض سالفان للطعن حتى الموت أثناء عودته إلى المنزل. وقد أُطلق على المنفذ الرئيسي لهذه الجريمة لقب “إسلامي متطرف” وتمت تصفيته من طرف قوات الأمن خلال عملية مداهمة.
وكان محمد الأمين أبرواز، وهو صديق لمنفذ الهجوم لاروسي أبالا، متورطا في التواطؤ مع الأخير، إذ اتهمته النيابة العامة بتقديم دعم لوجيستي ومعلوماتي تسهل تنفيذ الجريمة، بالإضافة إلى مشاركته في اختطاف الطفل والاشتراك في مؤامرة إرهابية. في محاكمة استمرت عدة أيام، نفى أبرواز أي تورط مباشر في القتل، مؤكداً أنه لم يكن على علم بخطط أبالا قبل تنفيذ الهجوم.
ومع ذلك، قضت المحكمة بأن الأدلة التي قدمتها النيابة، ومنها ارتباطات أبرواز بالراديكالية الإسلامية وعلاقته الوثيقة بأبالا، تثبت تورطه في التحضير والتنفيذ، وأكدت أن دوره كان حاسما في تسهيل الجريمة الإرهابية التي أودت بحياة ضابطي الشرطة.
ويأتي هذا الحكم في إطار جهود القضاء الفرنسي لمحاربة الإرهاب والتطرف، وإرسال رسالة قوية بأن كل من يشارك أو يتواطأ في مثل هذه الأعمال سيواجه العقوبات القصوى، كما يعكس حرص السلطات على حماية المجتمع من خطر التطرف العنيف عبر تعزيز التنسيق بين الأجهزة الأمنية والقضائية لمنع وقوع مثل هذه الجرائم مستقبلا.