قضية الطفلة لغيثة.. مأساة اهتز لها ضمير المغاربة

لم يكن يومها مختلفا عن باقي الأيام الصيفية، حين قررت الطفلة غيثة مرافقة والديها لقضاء وقت ممتع على شاطئ سيدي رحال. طفلة بريئة، لا تحمل سوى ضحكتها وأحلامها الصغيرة، خرجت لتلعب، لتجري فوق الرمال وتغمس قدميها في ماء البحر.. لكنها لم تعد كما خرجت.

في لحظة مأساوية، تحول الشاطئ إلى مسرح لفاجعة إنسانية. سيارة رباعية الدفع كانت تجر دراجة مائية (جيت سكي) وسط ازدحام المصطافين، دون أدنى احترام لإجراءات السلامة أو حرمة أرواح الآخرين، صدمت غيثة بقوة، وسحبتها من حضن والديها، لتدخل في غيبوبة وتنقل على وجه السرعة في حالة حرجة إلى المستشفى.

 

صدمة عائلتها لا توصف، والأب المفجوع لم يخرج يصرخ أو يطلب انتقاما، بل خرج يناشد فقط بالعدالة. لم يطلب شيئا أكثر من حق ابنته. غير أن ما زاد من مرارة الجرح، هي العبارات المستفزة التي صدرت عن مقربين من السائق، حين قالوا: “عندنا الفلوس!” وكأن المال قادر على شراء البراءة أو تعويض حياة إنسان.

 

إن ما تعرضت له الطفلة غيثة ليس مجرد حادث عرضي، بل نموذج صارخ للاستهتار الذي يهدد سلامة المواطنين، ونتيجة مباشرة للتراخي في تطبيق القانون وغياب الردع. اليوم، لا أحد يطالب سوى بالعدالة. عدالة تعيد الاعتبار لغيثة، وتمنع تكرار هذا النوع من الحوادث التي تدمي القلب.

 

لسنا بحاجة إلى أن نكون نشطاء حقوقيين أو سياسيين لنتكلم. نحن فقط مغاربة، نشعر، نحزن، ونغضب. غيثة هي ابنتنا جميعا، ووجعها وجعنا. ومن واجبنا أن نكون صوتها.. لأن الصمت في مثل هذه القضايا جريمة.