أنهت عناصر الدرك الملكي التابعة لسرية الحاجب بمنطقة بودربالة، أول أمس الخميس، فصول مطاردة طويلة استمرت 14 عامًا، باعتقال رجل مبحوث عنه منذ سنة 2011، إثر تورطه في جريمة قتل بشعة راح ضحيتها ابنه بضواحي مدينة سيدي قاسم.
اعتقال بالصدفة.. والشكوك بدأت من جرار مشبوه
تفاصيل القضية المثيرة بدأت بشكل غير متوقع، حين أوقفت دورية للدرك جرارًا كان يسير في الطريق العام وعلى متنه رجل وطفل صغير.
المشتبه فيه، الذي كان يقود الجرار، أبدى ارتباكًا واضحًا وتهرّب من الإجابة عن أسئلة رجال الدرك، قبل أن يحاول الفرار نحو الحقول المجاورة.
غير أن العناصر الأمنية نجحت في تطويقه وتوقيفه بسرعة، ما أثار الشكوك حول هويته.
هوية مشبوهة وجريمة منسية تعود للواجهة
عند اقتياده إلى مركز الدرك الملكي، رفض المشتبه فيه الإدلاء ببطاقته الوطنية، ما زاد من الشكوك حول خلفيته. وبتوسيع التحقيق، كشفت التحريات أنه موضوع مذكرة بحث وطنية منذ سنة 2011، عقب ارتكابه جريمة قتل في حق ابنه بمنطقة زكوطة نواحي سيدي قاسم.
تنقل بين الضيعات الفلاحية للهروب من العدالة
بعد ارتكاب الجريمة، توارى المشتبه فيه عن الأنظار وتنقّل بين مناطق فلاحية في ضواحي مكناس، حيث عمل متخفيًا لسنوات، دون أن يُثير الشبهات.
واستقر منذ سنة 2022 في ضيعة فلاحية بسوق الكور ضواحي الحاجب، حيث ظل متواريًا عن الأنظار حتى لحظة توقيفه.
انهيار واعتراف تلقائي بالجريمة
أمام عناصر الدرك، انهار المتهم واعترف تلقائيًا بارتكاب جريمته، موضحًا أنه دخل في خلاف حاد مع ابنه، انتهى بجريمة مروعة فرّ بعدها مباشرة دون أن يُبلّغ أحدًا.
تقديم أمام النيابة العامة واستمرار التحقيقات
تم تقديم المتهم يوم أمس الجمعة أمام النيابة العامة المختصة، التي قررت متابعته في حالة اعتقال، بتهمة الضرب والجرح المفضي إلى الموت.
ومن المنتظر أن تواصل المصالح القضائية التحقيق في ملابسات هذه الجريمة التي هزّت الرأي العام المحلي قبل أكثر من عقد.