وسط صدمة واسعة في المغرب وفرنسا، كشفت مصادر متطابقة عن اعتقال أحد أخطر المشتبه فيهم في جريمة قتل رضا فرس، زوج المغنية المغربية ريم فكري. المعني بالأمر، الملقب بـ”الشبح”، هو عبد العزيز ل.، 41 سنة، ويعتبر الذراع اليمنى للبارون الشهير رضا أباكريم، الملقب بـ”توربو”، المعتقل حاليا في المغرب.
هذا الاعتقال، الذي تم تنفيذه في السادس من يونيو الجاري ببلدة بواسي الفرنسية، ليس حدثا عاديا. “الشبح”، المتهم بتورطه في غسيل أموال وتصفية حسابات دموية، تم ضبطه وهو يحمل مسدسا من نوع Glock 19، بعد أشهر من المراقبة والتحري.
تعود بداية خيوط هذه القصة المروعة إلى الثامن من فبراير 2025، حين جرى اختطاف رضا فرس من قلب الدار البيضاء، قبل أن يتم تع.ذيبه في منزل ضواحي المحمدية، ثم تق.طيع جث..ته والتخلص منها في نهر أبي رقراق بالرباط. التفاصيل الم.رعبة تشبه إلى حد بعيد سيناريوهات الكارتلات العالمية، ما جعل السلطات تفتح تحقيقا موسعا عبر القارتين.
المعلومات المتوفرة تؤكد أن المتورط الرئيسي، رضا أباكريم، سبق أن أدين غيابيا في فرنسا سنة 2007 بتهمة القتل، قبل أن يتم تبرئته لاحقا في المغرب. لكن اسمه عاد بقوة بعد هذه الجريمة، خاصة بعد أن تم توقيفه بالدار البيضاء يوم 14 فبراير، في حين كشفت التحقيقات أن “الشبح” كان شريكه اللوجستي في تنفيذ العملية.
المال القذر يفضح “الشبح”
ما لم تحسبه الشبكة، أن سلوك عبد العزيز ل. في كازينوهات باريس سيجره إلى السقوط. فقد خسر في منتصف مايو الماضي حوالي 90 ألف يورو في لعبة البلاك جاك، ما أثار انتباه المصالح الأمنية التي كانت تتابعه في سياق تحقيق مالي موسع. وبعدما رصدوه يستعمل هويته الحقيقية ثم أوراقا مزورة، تقرر التدخل لاعتقاله.
التحقيق كشف أنه أنفق ما يقارب مليوني يورو على المقامرة خلال سنتين. كما عثرت الشرطة الفرنسية في منزله على بندقية هجومية أمريكية ومنظار تصويب ومخازن ذخيرة، وهو ما يعزز فرضية ارتباطه بمنظمات إجرامية خطيرة.
بقدر ما يبدو الحادث مأساويا لعائلة الفنانة ريم فكري، فإن التحقيقات الجارية في كل من فرنسا والمغرب تسلط الضوء على شبكات غسيل الأموال وتهريب المخدرات والاغتيالات العابرة للحدود. المحكمة بالدار البيضاء أجلت جلسة أباكريم إلى 24 يونيو الجاري، في وقت تواصل فيه الشرطة العلمية عمليات بحث دقيقة في نهر أبي رقراق عن أجزاء أخرى من الجثة وأدلة مادية.
أما في فرنسا، فقد وجهت النيابة العامة تهمة غسيل الأموال المشدد إلى “الشبح”، رغم محاولته التهرب من المسؤولية بادعاء إدمانه على المقامرة بسبب إصابته بالسرطان.