في خطوة عسكرية تعكس تغييرًا ملحوظًا في تموضع موريتانيا الإقليمي، تمكنت قوات الجيش الموريتاني مؤخرًا من مصادرة شحنة كبيرة من صواريخ “غراد” كانت مخبأة بعناية قرب الحدود الشرقية مع الجزائر، وتُرجّح مصادر متطابقة أن هذه الصواريخ كانت موجهة لتنفيذ هجوم ضد مواقع مغربية.
العملية الأمنية، التي وُصفت بالنوعية، أسفرت عن ضبط ما يقارب 50 صاروخًا يُعتقد أنها تابعة للناحية العسكرية الثالثة لجبهة البوليساريو، وتم تهريبها عبر مسالك صحراوية نائية، بعيدًا عن أعين المراقبة، في محاولة لاستخدام الأراضي الموريتانية كمنصة انطلاق لعمل عدائي.
هذا التحرك الصارم من طرف نواكشوط فُهم على نطاق واسع كرسالة سياسية وأمنية مزدوجة، مفادها أن موريتانيا لا تقبل أن تكون جزءًا من صراع إقليمي أو أن تُستغل أراضيها في أي أعمال تستهدف دول الجوار، وعلى رأسها المملكة المغربية.
وبحسب تقارير متقاطعة، حاولت عناصر من الجبهة استرجاع الشحنة المصادرة، إلا أن الرد الموريتاني جاء حازمًا، مؤكداً التزام البلاد بسيادة قرارها الأمني، ورفضها لأي محاولات للمساس باستقرار المنطقة.
ويأتي هذا التطور في وقت تتسارع فيه المتغيرات الإقليمية، حيث يتزايد الدعم الدولي للمقترح المغربي بالحكم الذاتي، بالتوازي مع تراجع لافت في المساندة التي كانت تحظى بها البوليساريو في بعض العواصم الإفريقية.
يرى مراقبون أن ما حدث لا يمثل فقط تصعيدًا عسكريًا محبطًا، بل يُؤشر إلى تحول في العقيدة الأمنية الموريتانية، في اتجاه تعزيز الاستقرار والانخراط في دينامية واقعية لحل نزاع الصحراء المغربية بعيدًا عن الاصطفافات التقليدية.