خصصت الحكومة الإسبانية ميزانية بقيمة 113 ألف يورو لتوفير وجبات غذائية مخصصة للجنود المغاربة الذين يخضعون لدورات تدريبية بحرية داخل أحواض شركة نافانتيا في مدينة سان فرناندو.
وتشترط الاتفاقية المبرمة بين المغرب وإسبانيا أن تكون الوجبات خالية من لحم الخنزير والكحول، وأن تكون اللحوم المقدمة معتمدة وفقا لشهادة “حلال”، بما يتوافق مع التعاليم الإسلامية.
وتأتي هذه الخطوة في إطار اتفاقية AVT1800+ PHM الموقعة بين الطرفين، والتي تشمل تكوينا عسكريا لفائدة 86 عنصرا من القوات المسلحة الملكية المغربية خلال الفترة الممتدة بين فبراير 2025 ويونيو 2026.
وتعقد هذه الدورات داخل منشآت صناعية عسكرية إسبانية تُشرف عليها شركة نافانتيا العمومية، التي تولت بناء سفينة الدورية المغربية “سان فرناندو”، التي يصل طولها إلى 87 مترا، وعرضها 13 مترا، وقادرة على حمل طاقم من 60 فردا، ومزودة بأنظمة استشعار ورادارات متطورة، وقاذفات صواريخ، ومهبط لطائرة مروحية.
ويتضمن العقد المبرم أيضا دعما لوجستيا وتقنيا يشمل قطع غيار، أدوات صيانة، وثائق تقنية، إضافة إلى تكوينات متقدمة لأفراد البحرية المغربية، ما يعكس مستوى التعاون العسكري المتصاعد بين البلدين.
وفي السياق ذاته، كشفت الحكومة الإسبانية عن ارتفاع قيمة الدعم المخصص للأجهزة الأمنية المغربية المكلفة بمكافحة شبكات الهجرة غير النظامية، حيث بلغت 4.2 ملايين يورو سنة 2024، مقابل 3.2 ملايين فقط سنة 2018.
ويأتي هذا الدعم في ظل تزايد أعداد المهاجرين القادمين إلى إسبانيا، خصوصا عبر طريق جزر الكناري، ما دفع وكالة فرونتكس إلى دق ناقوس الخطر بشأن ارتفاع غير مسبوق في عدد الوافدين.
ويرى مراقبون أن مدريد تراهن على تعزيز الشراكة الأمنية والعسكرية مع الرباط لضبط تدفقات الهجرة وتأمين حدودها الجنوبية، عبر تقديم دعم مالي وتقني مستمر يتراوح بين تجهيزات ميدانية للشرطة المغربية وتكوينات عسكرية متقدمة، الأمر الذي يثير نقاشا متصاعدا حول حدود هذا التعاون وطبيعته.
