بروكسيل.. وقفة تأبينية لطفل قتلته الشرطة تتحول الى مواجهات

 شهد منتزه إليزابيث في حي غانشورن بالعاصمة البلجيكية بروكسيل، زوال يوم الأحد، توتراً كبيراً بعد أن تحولت وقفة تأبينية للطفل فابيان، البالغ من العمر 11 عاماً، إلى احتجاجات غاضبة ضد الشرطة، التي اضطرت إلى استعمال خراطيم المياه لتفريق المحتجين بعد اندلاع أعمال شغب.

وكان مئات الأشخاص قد تجمعوا في مكان الحادث الذي أودى بحياة فابيان، والذي صدمته سيارة شرطة خلال مطاردة أمنية يوم الاثنين الماضي. المشهد كان في البداية هادئاً، حيث ارتدى الحاضرون ملابس بيضاء، ووضعوا الزهور وأشعلوا الشموع في المكان تعبيراً عن الحزن والتضامن، كما تم جمع تبرعات مالية لفائدة عائلة الضحية.

 

حوالي الساعة 11 صباحاً، انطلقت الوقفة في صمت، غير أن الوضع بدأ يتغير عندما أخذ بعض المتحدثين الكلمة قرابة منتصف النهار، معبرين عن الألم، ومنددين بـ”صمت السلطات” وغياب أي رد فعل رسمي من الشرطة أو المسؤولين الحكوميين. ترددت في أرجاء المكان هتافات غاضبة، أبرزها: “العدالة لفابيان”، و”الشرطة في كل مكان، العدالة في لا مكان”.

 

وتصاعد التوتر بعد أن تم التذكير بأن الشرطة أجبرت أحد السكان على إزالة لافتة وُصفت فيها عناصر الأمن بـ”القتلة”، ما زاد من غضب الحاضرين ودفع البعض منهم إلى رشق عناصر الشرطة بالحجارة، وإطلاق الشتائم، وصولاً إلى تخريب معدات أمام مركز الشرطة.

 

أمام هذا الوضع المتأزم، تدخلت الشرطة بخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، خصوصاً بعد أن بقيت مجموعة صغيرة من المحتجين في ساحة التجمع، وواصلت الاشتباك مع الأمن. في الوقت ذاته، انتشرت قوات الشرطة بعتادها الكامل في المنطقة، كما حلقت مروحية فوق الحي تحسباً لأي تصعيد جديد.

 

وتستمر الدعوات إلى محاسبة المسؤولين عن الحادث الذي أودى بحياة فابيان، وسط مطالبات باستقالة مسؤولين كبار، على رأسهم رئيس جهاز الشرطة ووزير الداخلية، في انتظار ما ستؤول إليه التحقيقات بشأن هذه المأساة التي هزت الرأي العام البلجيكي.