أنصف القضاء الفرنسي مواطنا من أصل مغربي بعدما اضطر لحمل اسم مغاير لاسمه الحقيقي طيلة عقدين من الزمن داخل شركة خاصة، في قضية أعادت إلى الواجهة النقاش حول التمييز في بيئة العمل، لا سيما حين يتعلق الأمر بالهوية الثقافية والدينية للمهاجرين.
في هذا السياق، أفادت صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية أن المحكمة أدانت شركة “إنترغراف فرانس”، التابعة لمجموعة سويدية، بتهم التمييز والتحرش المعنوي وانتهاك الخصوصية، بعد أن فرضت على الموظف المغربي محمد أمغار استخدام اسم “أنطوان” بدلا من اسمه الحقيقي طيلة عشرين عاما من العمل داخل الشركة.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير مصور نشر يوم 3 يونيو الجاري، أن القصة تعود إلى أواخر 1996، حين طُلب من محمد أمغار، بعد نجاحه في اجتياز مقابلة التوظيف، التخلي عن اسمه وعدم استخدامه داخل الشركة.
ورغم شعوره بالغضب والمهانة، لم يجرؤ محمد على المطالبة بتفسير، ليجد نفسه منذ ذلك الحين يعرف في بيئة العمل باسم “أنطوان”.
كما أكد محمد، في شهادته المصورة، أن مديره كان يعتقد بأن الاسم “محمد” غير مناسب للتعامل مع الزبناء، وهو ما اعتبره شكلا من أشكال العنصرية والتمييز، مضيفا أنه اضطر للقبول بالأمر بسبب وضعه الاجتماعي، كأب لثلاثة أطفال يبلغ من العمر آنذاك الأربعين عاما، ولم يكن لديه خيار آخر بعد مغادرته لوظيفة سابقة.