في ظل الاضطرابات التي تعرفها سلاسل التوريد العالمية وأسواق الغذاء الدولية، تواصل الفلاحة المغربية تأكيد حضورها كأحد أعمدة الأمن الغذائي في أوروبا، حيث كشفت أحدث البيانات عن أداء قوي للصادرات الزراعية الوطنية نحو السوق الإسبانية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2025.
وتُظهر أرقام رسمية أصدرتها وزارة الاقتصاد والتجارة الإسبانية أن واردات إسبانيا من المنتجات الفلاحية والغذائية المغربية شهدت قفزة نوعية بنسبة 20% مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2024، لتبلغ قيمة هذه الواردات 808 ملايين يورو، مقابل 689 مليوناً في العام السابق، أي بزيادة بلغت 119 مليون يورو خلال ربع واحد فقط.
أما من حيث الحجم، فقد ارتفعت الكميات المستوردة بنسبة 16% لتصل إلى 242,736 طناً، مما يعكس تزايد الطلب الإسباني على المنتوجات المغربية، لا سيما في قطاع الخضر والفواكه، الذي استحوذ على النصيب الأكبر من هذه الصادرات بنسبة تجاوزت 80%.
وقد بلغت شحنات الفواكه والخضروات المغربية نحو إسبانيا ما مجموعه 196,295 طناً خلال نفس الفترة، مسجلة ارتفاعاً سنوياً قدره 23%، وهو ما يعكس ثقة المستوردين الإسبان في جودة وتنوع العرض المغربي.
وعلى الرغم من تسجيل تراجع طفيف في واردات المنتجات البحرية، التي انخفضت إلى 30,219 طناً مقابل 31,984 طناً العام الماضي، إلا أن الأسماك المغربية ما تزال تحافظ على مكانة مهمة ضمن مكونات السلة الغذائية الإسبانية، ما يعزز موقع المملكة كمزود استراتيجي في السوق الأوروبية.
هذا الأداء القوي يأتي في سياق توسّع تنافسي للفلاحة المغربية في الأسواق الدولية، مدعوم بجودة المنتوج، وتنوع المناخ، وقدرة تنافسية متنامية تضع المغرب في قلب التوازنات الغذائية الجهوية والدولية.