اشتباكات وتخريب في احتفالات اللقب الأوروبي الأول لباريس سان جيرمان (فيديو)

لم تكن ليلة اليوم السبت 31 ماي الجاري مجرد انتصار رياضي عابر في العاصمة الفرنسية، بل كانت لحظة تاريخية تفجرت فيها مشاعر الفخر والفرح، بعدما توج نادي باريس سان جيرمان بلقبه الأول في دوري أبطال أوروبا، إثر فوز كاسح على إنتر ميلان بنتيجة 5-0. إلا أن نشوة هذا الانتصار الكبير ترافقت مع حذر أمني شديد، بعد انفلاتات أمنية سبق أن تكررت في مناسبات مماثلة.

منذ ساعات ما قبل انطلاق المباراة، امتلأت شوارع باريس، وعلى رأسها جادة الشانزليزيه، بجماهير متحمسة رفعت الأعلام، وأطلقت الشهب النارية الاصطناعية والألعاب النارية، بينما ازدانت برج إيفل بألوان النادي الباريسي، الأزرق والأحمر. وفي مشهد لم تألفه العاصمة منذ سنوات، انطلقت أبواق السيارات في كل الاتجاهات، معلنة فرحة جماهيرية طاغية.

 

وفي مشاهد صادمة تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي، ظهرت لقطات تُوثّق لحظات من الفوضى العارمة قرب ملعب “حديقة الأمراء”، حيث تجمعت الآلاف لمتابعة المباراة على الشاشات العملاقة. الشرطة الفرنسية، المزودة بالهراوات، اشتبكت مع مجموعات من الشباب الغاضب، في محيط تم تطويقه مسبقًا لتأمين المشجعين. ومع تقدم الليل، اندلعت حرائق متفرقة في محيط الملعب، ما استدعى تدخل فرق الإطفاء التي هرعت إلى عدة نقاط لمحاصرة ألسنة اللهب التي تزامنت مع تفجر الفوضى.

 

في خضم هذه الاضطرابات، خرج وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو ببيان شديد اللهجة عبر منصات التواصل الاجتماعي، أدان فيه ما وصفه بـ”الهمجية” التي رافقت احتفالات التتويج. وقال: “في الوقت الذي يحتفل فيه أنصار باريس سان جيرمان الحقيقيون بهذا الإنجاز الاستثنائي، خرجت فئة من البرابرة لتخريب المدينة ومواجهة الأمن. لقد وجهت تعليماتي للقوات الأمنية بالرد الحازم على هذه الانحرافات”. وأضاف أن “من غير المقبول أن تتحول لحظة فرح إلى مشهد من الرعب بسبب أقلية لا تحترم شيئًا”، مؤكداً دعمه التام لرجال الشرطة الذين يسهرون على أمن الجميع.

 

وبحسب وزارة الداخلية الفرنسية، تم تسجيل 81 حالة اعتقال حتى حدود الساعة 10:45 مساء، وسط استنفار أمني ضخم شارك فيه حوالي 5,400 عنصر شرطة ودرك، تمركزوا في مواقع استراتيجية تحسبًا لأي أعمال شغب قد تشوب الاحتفالات.

 

ورغم تألق الفريق، وخاصة اللاعب أسرف حكيمي واللاعب الشاب ديزيريه دووي الذي سجل هدفين وصنع آخر، إلا أن المخاوف من تكرار سيناريوهات سابقة ظلت حاضرة. فقد شهدت نفس الشوارع قبل أسابيع فقط أحداث عنف بعد تأهل باريس سان جيرمان إلى النهائي، حين صدمت سيارة حشدًا من المشجعين وأضرمت النيران فيها لاحقًا، فيما سُجلت عمليات تخريب طالت محلات تجارية. وتبقى في الذاكرة أيضًا الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بعد خسارة النادي نهائي 2020، أو عقب تتويجه بالدوري المحلي في 2013، التي تحولت فيها الاحتفالات إلى مواجهات خلفت عشرات الإصابات.

 

هذا التتويج يمثل لحظة فاصلة في تاريخ باريس سان جيرمان، وأمل محبي كرة القدم الفرنسية في أن تكون الفرحة خالصة هذه المرة، دون أن تشوبها مشاهد عنف تعكر صفو الإنجاز الرياضي الأهم في مسيرة النادي.