الجزائر تتهم الإمارات بـ”زرع الفوضى” و”زعزعة الاستقرار”

اتهمت وسائل إعلام جزائرية، السفير الإماراتي في الجزائر، يوسف سعيد خميس، بالقيام بتصرفات وصفتها بـ”الاستفزازية”، معتبرة أنه “يلعب بالنار” من خلال مساعيه لزرع الفوضى داخل البلاد.

ونقلت صحف وقنوات جزائرية بينها “الخبر” و”النهار” عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن السفير المذكور كان ضمن وفد إماراتي زار مؤخرا كلا من مالي، وبوركينافاسو، والنيجر.

 

وأضافت المصادر ذاتها، أن “السفير الإماراتي هو عسكري سابق، ويؤدي حاليا دورا دبلوماسيا” وصفته بـ”المزيف”، معتبرة أنه “ينفذ مهمة تهدف إلى زعزعة الاستقرار” في الجزائر.

 

وأكدت ذات المصادر أن تواجده في تلك الدول “يُعد دليلا كافيا على أنه يُشكل خطرا حقيقيا”، معتبرة أن “هذه الزيارة قد سحبَت منه كليا أي شرعية وجعلته محل شبهة في نظر السلطات الجزائرية”.

 

ووفق ما نقلته الصحافة المالية، فإن زيارة الوزير الإماراتي، الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان، تعكس رغبة أبوظبي في توسيع شراكاتها الإفريقية، خصوصا مع دول الساحل، بما يخدم مصالحها الاقتصادية والأمنية، ويعزز في الوقت نفسه جهود التنمية والاستقرار في مالي.

 

ونقلت عن الرئيس العسكري أسيمي غويتا تأكيده خلال استقباله للوفد الإماراتي على تمسك مالي بمبادئها السيادية الجديدة في التعاون الدولي، مثمنا الدعم الإماراتي المتواصل لمسارات التنمية والأمن في البلاد.

 

وتعيش علاقات الجزائر مع دول مالي والنيجر وبوركينافاسو، تدهورا في أعقاب حادثة إسقاط الجيش الجزائري لطائرة مسيرة تابعة للجيش المالي نهاية شهر مارس الماضي. واتخذت هذه الدول موقفا موحدا بسحب سفرائها من الجزائر وهو ما تم مقابلته بالمثل من الطرف الجزائري.

 

كما أن العلاقات بين الجزائر والإمارات تشهد أسوأ حالاتها منذ أشهر طويلة، حيث تبدي الجزائر قلقا كبيرا من الدور الإماراتي في المنطقة، وهو ما انعكس في حملات سياسية وإعلامية مركزة تحذر من الخطر الإماراتي، لكن دون أي تصريح رسمي من قبل البلدين عن وجود قطيعة دبلوماسية بينهما.

 

وفي البداية، ظل الحديث الجزائري عن الإمارات محصورا في الإعلام، غير أنه أُعطي له بعد ذلك، صبغة رسمية، بإصدار المجلس الأعلى للأمن في الجزائر، بيانا أبدى فيه أسفه لما قال إنها “تصرفات عدائية مسجلة ضد الجزائر، من طرف بلد عربي شقيق”، وهو ما فُهم مباشرة على أنه تحذير للإمارات.

 

وتلا ذلك، اتهام صريح من قبل الرئيس الجزائري للإمارات، بإشعال نار الفتنة في جوار الجزائر ومحيطها، قائلا: “في كل الأماكن التي فيها تناحر، دائما مال هذه الدولة موجود. في الجوار، مالي وليبيا والسودان. نحن لا نكن عداوة لأحد، لأننا محتاجين إلى الله عز وجل وإلى الجزائري والجزائرية. نتمنى أن نعيش سلميا مع الجميع ومن يتبلى علينا فالصبر حدود”.

 

وفي الساحة السياسية الجزائرية، لا يمر أسبوع إلا وتظهر تصريحات من قادة أحزاب تحذر من الدور الإماراتي، حيث دعت المرشحة الرئاسية والأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، في أكثر من مناسبة، إلى تقويض العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة وتأميم الشركات الوطنية التي استحوذت عليها، وذلك بسبب ما قالت إنها “الأعمال العدائية التي تقوم بها هذه الدولة ضد الجزائر”.

 

وأوضحت حنون بعد لقائها بالرئيس تبون قبل أشهر، أنها أكدت “على الخطر الذي تمثّله دولة الإمارات حيث أعلنت الحرب على بلادنا من خلال مخططات إجرامية تحاول تنفيذها لزعزعة استقرار بلادنا خدمة للكيان الصهيوني، ممّا يطرح حسبها “ضرورة تقويض حضورها في بلادنا دفاعاً عن تكاملها وسيادتها وأمنها”.

وسبق لسياسي آخر هو عبد القادر بن قرينة رئيس حركة البناء الوطني المشاركة في الحكومة، أن حذر في عدة مناسبات من الدور الإماراتي في المنطقة عقب انقلاب النيجر الأخير، مشيرا إلى أن هناك دولة خليجية وظيفية، توجد دائما وراء لعبة زرع الخلافات والفرقة في المنطقة”.

وفي شتنبر 2024، سبق لصحيفة “الخبر” أن اتهمت السفير الإماراتي في البلاد، بالتسبب في تخريب العلاقات بين البلدين ووصفته استنادا لمصادرها بـ”الشخص غير المرغوب فيه”، مشيرة إلى أن “السفير أصبح يتدخل بشكل سافر في شؤون الدولة التي توفر له الضيافة ويرفع تقارير مغلوطة عنها إلى قياداته، ويروج لصورة خاطئة ومسيئة عن الجزائر، سعيا منه إلى تخريب العلاقات وتلويثها حتى لا يحدث أي تقارب بين الدولتين”.

كما ظهر خبر كاذب يخص السفير في يونيو 2023، مفاده أن الخارجية الجزائرية أمهلت السفير 48 ساعة لمغادرة الأراضي الجزائرية، قبل أن يتبين أن هذه المعلومات غير صحيحة. وجاء الخبر الذي سوقته قناة النهار حينها، بناء على رواية تتحدث عن شبكة مكونة من 4 جواسيس إماراتيين يعملون لصالح الموساد الإسرائيلي قاموا باختراق الدولة الجزائرية ونقل أسرار عنها لهذا الجهاز المعادي. وتسبب هذا الخبر يومها في إقالة وزير الاتصال محمد بوسليماني.

وذكرت صحيفة لوسوار دالجيري الناطقة بالفرنسية، عن دور إماراتي وصفته بـ”المشبوه” في المنطقة، كما تحدثت عن دعم أبو ظبي لنشر مرتزقة في مالي لدعم السلطة الانقلابية وإثارة مزيد من التوترات مع الجزائر.