إقليم الدريوش يشهد حدثا تاريخيا بافتتاح معمل صيني لصناعة شفرات الرياح

في خطوة استراتيجية تعزز موقع إقليم الدريوش على خارطة الاستثمارات الدولية، شهدت جماعة أمجاو صباح يوم الأربعاء 28 ماي 2025 حدثًا تاريخيًا تمثل في افتتاح أول معمل من نوعه بالمغرب لصناعة شفرات توربينات الرياح، تابع لشركة “أليون” الصينية الرائدة في هذا المجال. وقد حضر حفل التدشين عامل إقليم الدريوش، السيد عبد السلام فريندو، مرفوقًا برئيس قسم الشؤون الداخلية للعمالة، وعامل إقليم الناظور السيد جمال الشعراني، إلى جانب عدد من المسؤولين الجهويين والمحليين، ووفد صيني رفيع المستوى يمثل شركاء المشروع.

ويأتي هذا المشروع ثمرة شراكة استراتيجية بين مستثمرين صينيين والجهات المختصة بالمملكة المغربية، في تأكيد جديد على تنامي الثقة الدولية في مناخ الأعمال بإقليم الدريوش وجهة الشرق عامة. ويعد معمل “أليون” أول وحدة صناعية بالمغرب متخصصة في تصنيع مكونات رئيسية لمزارع الرياح، ما يجعل منه إضافة نوعية لقطاع الطاقات المتجددة بالمملكة.

 

وأكد المتدخلون خلال هذا الحدث البارز أن هذا المشروع لا يقتصر على طابعه الصناعي والاقتصادي، بل يمثل رافعة حقيقية للتنمية المحلية من خلال إحداث مئات فرص الشغل لفائدة الشباب، إلى جانب نقل التكنولوجيا والمعرفة الصناعية إلى المنطقة. كما سيساهم في تحقيق أهداف المغرب في مجال الانتقال الطاقي وتوسيع قاعدة الطاقات النظيفة، انسجامًا مع التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى تنمية الأقاليم وتقليص الفوارق المجالية.

 

كما جرى خلال الحفل تبادل كلمات رسمية بين الجانبين المغربي والصيني، حيث تم التأكيد على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين وأهمية تعزيز التعاون جنوب-جنوب، خاصة في ميادين التكنولوجيا النظيفة والصناعة المستدامة، التي تُعتبر اليوم من أهم روافد الاقتصاد الأخضر العالمي.

 

وبينما يترقب الجميع الانطلاق الفعلي للإنتاج داخل المعمل، ينظر المتابعون إلى هذا المشروع كعلامة فارقة في المسار الاقتصادي لإقليم الدريوش، الذي بات يشق طريقه نحو العالمية بثبات، مستفيدًا من موقعه الاستراتيجي ورؤية فاعليه المحليين.

 

إن تدشين هذا المعمل ليس فقط حدثًا اقتصاديًا بارزًا، بل هو إعلان عملي عن دخول الدريوش حقبة جديدة من الانفتاح الصناعي والاستثمار الأجنبي، وهي بداية مشجعة لمسار تنموي واعد لطالما تطلع إليه أبناء الإقليم.