عقب التوجيه الملكي الصادر بتاريخ 26 فبراير 2025، والذي دعا فيه الملك محمد السادس المغاربة إلى الامتناع عن ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى لهذه السنة، طفت على سطح منصات التواصل الاجتماعي موجة من الشائعات والمغالطات، وصلت حد الادعاء بوجود “منع قسري” وتهديدات بـ”المتابعة القضائية” في حق المخالفين.
لا تعليمات مكتوبة ولا طابع إلزامي
وحسب ما أورده موقع Le360 استنادًا إلى مصادر مسؤولة، فإن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة.
فالتوجيه الملكي، بحسب نفس المصادر، لا يحمل أي طابع إلزامي ولا يتضمن أي صيغة قانونية أو عقابية، بل جاء في إطار إنساني وروحي سامٍ، يُراعي الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها شريحة واسعة من المواطنين، إلى جانب تداعيات الأزمة المناخية على القطيع الوطني.
تعليمات شفهية لتنظيم المرحلة
نفت المصادر ذاتها صدور أي مراسلات مكتوبة من وزارة الداخلية تُلزم بعدم الذبح.
وأوضحت أن الباشاوات والقياد تلقوا توجيهات شفهية خلال اجتماعات جهوية وإقليمية تهدف إلى تدبير منظم للمرحلة المقبلة، بما ينسجم مع روحية التوجيه الملكي دون المساس بحرية الأفراد أو اللجوء إلى أية إجراءات تعسفية.
ضبط المظاهر المرتبطة بالذبح دون تهويل
في السياق نفسه، طُلب من أعوان السلطة ضبط الفضاءات العامة عبر منع المظاهر التي توحي بالإعداد لذبح الأضاحي، مثل عرض التبن والفحم في الشوارع، أو تحويل “الكراجات” إلى مسالخ مؤقتة.
كما تم تشديد الرقابة على تنقل الأكباش للتأكد من وجهتها، ومراقبة الأنشطة التجارية المرتبطة بالعيد، خاصة في المناطق المعروفة بتربية وتسويق المواشي.
مراقبة محلات الجزارة.. وتنويه بالسلوك الشعبي
السلطات شددت أيضًا على مراقبة محلات الجزارة في كل من المدن والقرى، دون أن يؤدي ذلك إلى تقييد الحريات الفردية أو بثّ أجواء من الخوف، إذ يهدف هذا الإجراء إلى رصد أي نشاط تجاري غير قانوني أو مخالف للقرار الروحي العام.
بالمقابل، أكدت المصادر أن التجاوب الشعبي مع التوجيه كان “نموذجيًا”، حيث أبان المواطنون عن وعي كبير بحكمة القرار وأبعاده الدينية والاجتماعية.
فالعيد سيظل قائمًا بطقوسه المعنوية، من صلاة، وصلة رحم، وشواء، وزيارات عائلية، باستثناء الذبح، في إطار تخفيف العبء المالي عن الأسر، والحفاظ على الثروة الحيوانية المتضررة بفعل الجفاف.
الرسالة الملكية.. سياق ومضمون
يُذكر أن الملك محمد السادس وجّه رسالة سامية إلى الشعب المغربي جاء فيها:
“نهيب بشعبنا العزيز إلى عدم القيام بشعيرة أضحية العيد لهذه السنة. وسنقوم إن شاء الله تعالى بذبح الأضحية نيابة عن شعبنا، وسيرا على سنة جدنا المصطفى عليه الصلاة والسلام عندما ذبح كبشين وقال: هذا لنفسي وهذا عن أمتي.”
لا عقوبات ولا محاكمات..
وبهذا، تكون السلطات قد فندت بشكل قاطع كل الشائعات المتعلقة بفرض غرامات أو متابعات قضائية في حال ذُبحت الأضاحي، مؤكدة أن التوجيه يحمل بُعدًا تضامنيًا لا قسريًا، وأن الاحتفال بالعيد سيمر في أجواء روحانية واجتماعية طبيعية، تليق بالقيم الأصيلة للمغاربة، واستجابتهم الدائمة لتوجيهات ملكهم، خاصة حينما ترتبط بالمصلحة العامة.