حادث مأساوي يهز شاطئ سيدي بوسعيد بإقليم الدريوش: شاب يضحي بحياته لإنقاذ فتاة من الغرق

شهد شاطئ سيدي بوسعيد التابع لجماعة أمجاو بإقليم الدريوش، عشية الجمعة 23 ماي 2025، حادثًا مأساويًا خلّف حزنًا عميقًا في نفوس المواطنين، بعدما لقي شاب عشريني مصرعه غرقًا أثناء محاولته إنقاذ فتاة كانت على وشك الغرق وسط أمواج البحر العاتية.

وفق شهادات عدد من المصطافين، فقد تمكن الشاب الشجاع من سحب الفتاة إلى برّ الأمان، في مشهد بطولي استحق إشادة الحاضرين، قبل أن تباغته التيارات البحرية القوية وتسحبه نحو العمق، حيث اختفى عن الأنظار، وسط حالة من الذهول والصدمة.

 

وفور وقوع الحادث، حلت بعين المكان عناصر الوقاية المدنية مدعومة بفرق من الدرك الملكي والسلطات المحلية، وشرعت في عمليات بحث مكثفة عن جثة الضحية، باستعمال زوارق الإنقاذ وغطاسين متخصصين، إلا أن الجهود ما تزال مستمرة إلى حدود اللحظة.

 

ويُعد هذا الحادث أولى ضحايا موسم الاصطياف لسنة 2025 في إقليم الدريوش، علماً أن شواطئ المنطقة لم تُفتتح بعد رسميًا ولم تُزوّد بفرق الحراسة أو الإنقاذ الثابتة، وهو ما أثار موجة من الاستياء بين مرتادي البحر وسكان المنطقة.

 

الحادث خلف حالة من الحزن العميق في صفوف أسرة الشاب الراحل، إلى جانب صدمة كبيرة بين المصطافين الذين عاينوا المشهد المؤلم عن قرب، وسط دعوات ملحة للجهات المسؤولة بالإسراع في تجهيز الشواطئ وتأمينها قبل انطلاق موسم الاصطياف، تفادياً لتكرار مثل هذه المآسي.

 

ويُعيد هذا الحادث إلى الواجهة سؤال السلامة البحرية وتأهيل البنية التحتية لشواطئ الإقليم، خاصة في ظل التغيرات المناخية وارتفاع أعداد الزوار خلال فصل الصيف.