قالت صحيفة “أتالايار” إنه على مدى العقود القليلة الماضية، “نشرت الجزائر استراتيجية أيديولوجية ودبلوماسية مصممة بعناية للتأثير على قطاعات الرأي العام الإسباني، وخاصة تلك المرتبطة بالحركات اليسارية، بهدف الترويج للسرد الانفصالي لجبهة البوليساريو في قضية الصحراء المغربية”.
خطاب جيوستراتيجي تحت ستار الإنسانية
وأشارت الصحيفة إلى أن الجزائر، ومن خلال بعض المنصات الإعلامية وجمعيات التضامن ومراكز الأبحاث المتواجدة في إسبانيا، “تبث خطابا يخفي، تحت ستار إنساني، أهدافا جيوستراتيجية محددة”، لافتتة إلى أنه في كثير من الأحيان، “رددت أصوات محترمة في الصحافة الإسبانية، ربما دون وعي كامل، حججا تتوافق مع مصالح الجهاز السياسي العسكري الجزائري”.
ومثل تحول الموقف الرسمي للحكومة الإسبانية، الداعم لمقترح الحكم الذاتي كحل واقعي لإنهاء هذا النزاع المفتعل، بحسب المصدر “نهاية لسنوات من الغموض الدبلوماسي”، مؤكدا على أن هذا التحول “ولّد رد فعل واضحا في الجزائر، التي عززت حضورها الرمزي والسردي في الفضاء الإعلامي الإيبيري، من خلال مقالات الرأي والمنتديات ووسائل التواصل الاجتماعي، التي تبذل محاولات لإحياء القضية الانفصالية، وربطها خطأً بنضالات تحررية أخرى جارية، مثل القضية الفلسطينية”.
وشددت “أتالايار” على أن “جبهة البوليساريو لا تمثل اليوم بديلا عمليا، بل تواجه تساؤلات متزايدة حول تمثيليتها وشفافيتها وشرعيتها”، مشيرة إلى هناك “تحقيقات صحفية وتقارير منظمات غير حكومية سلطت الضوء على الظروف التقييدية في مخيمات تندوف بالجزائر وغياب الرقابة الدولية الفعالة، إلا أنه ومع ذلك لا تزال بعض الجهات تعطيها مكانة شبه أسطورية، مستحضرة رومانسية النضالات المناهضة للإمبريالية في القرن العشرين”.