ارتفاع غير مسبوق بعدد المدارس الإسلامية في هولندا

في تطوّر ملحوظ، تستعد تسع مدارس ابتدائية إسلامية لفتح أبوابها في عام 2026، بعد حصولها على الموافقة الرسمية من وزارة التعليم. ويُعد هذا العدد الأكبر في عام واحد حتى الآن، ما يشير إلى تسارع وتيرة انتشار التعليم الإسلامي في البلاد، مدفوعا بقانون “المزيد من المساحة للمدارس الجديدة” الذي دخل حيّز التنفيذ في عام 2021.

الواقع بالأرقام: ثلث المدارس الجديدة إسلامية
من بين 14 مدرسة ابتدائية جديدة ستحصل على تمويل حكومي، تسع منها ذات طابع إسلامي. وتشمل هذه المدارس مدنًا مثل خرونينغن، خاودا، وآرنهم. ويُتوقّع أن يرتفع العدد الإجمالي للمدارس الابتدائية الإسلامية في هولندا إلى نحو 100 مدرسة بحلول عام 2026، ثلثها تأسّس في أعقاب القانون الجديد.أفضل الدورات التعليمية على الإنترنت

 

وفقا لتحليل نشرته صحيفة “تراو“، شكّلت المدارس الإسلامية ما يقارب ثلث المدارس الابتدائية الجديدة خلال السنوات الثلاث الماضية. ومع ذلك، لا تزال نسبتها من إجمالي عدد التلاميذ في التعليم الابتدائي منخفضة نسبيا؛ إذ يبلغ عدد التلاميذ في هذه المدارس نحو 20,700 طالب فقط، أي ما يعادل 1.4% من إجمالي الطلاب، في حين تشير التقديرات إلى أن المسلمين يشكّلون حوالي 5.6% من سكان البلاد.

 

تسهيلات تشريعية ومقاومة محلية
لقد سهّلت القوانين الجديدة عملية تأسيس المدارس، حيث أصبح بالإمكان تقديم طلبات إنشاء مدارس جديدة بناءً على دعم رقمي من نحو 200 من أولياء الأمور في منطقة معينة. وقد مكّنت هذه الآلية المجتمعات الإسلامية من الحشد بكفاءة لتلبية هذا الشرط، بحسب رشيد بال، المدير السابق لاتحاد المدارس الإسلامية (ISBO).أفضل الدورات التعليمية على الإنترنت

 

مع ذلك، لا تزال هذه المدارس تواجه مقاومة من بعض البلديات. في خمس حالات من أصل 25 مبادرة لإنشاء مدارس ابتدائية إسلامية، قدمت البلديات اعتراضات رسمية إلى وزارة التعليم، مقارنة بحالتين فقط من أصل 50 مبادرة لمدارس غير إسلامية. وغالبا ما تعلل البلديات اعتراضاتها بوجود عدد كافٍ من المدارس، إلا أن القانون لا يمنح هذا المبرر أهمية تُذكر عند تقييم طلبات الإنشاء.

 

وفي حين أن هذه الاعتراضات لا تمنع الموافقات الرسمية، إلا أن البلديات لا تزال مسؤولة عن توفير المباني للمدارس الجديدة. وتشتكي بعض المدارس الإسلامية من أن التعاون في هذا الجانب لا يتم دائمًا بسلاسة أو بحماسة.

 

أفضل الدورات التعليمية على الإنترنت
الحالة الخاصة لخرونينغن: مخاوف من العزل الاجتماعي
أبرزت بلدية خرونينغن مخاوفها من أن إنشاء أول مدرسة إسلامية في المدينة قد يؤدي إلى نوع من العزل الاجتماعي، عبر سحب الأطفال ذوي الخلفيات المهاجرة من المدارس المختلطة. ورغم هذه المخاوف، فإن المدرسة المعنية استوفت جميع الشروط القانونية، وحصلت على التصريح اللازم للبدء.

 

في المقابل، تشير تجربة هيلفرسوم إلى إمكانية التعايش الإيجابي بين التعليم الإسلامي والمجتمع المحلي. فبعد مرور عشرين عامًا على تأسيس المدارس الإسلامية هناك، تسود علاقة مستقرة وتعاونية بين هذه المؤسسات والبلدية.

 

أفضل الدورات التعليمية على الإنترنت
من المقرر أن تخضع التعديلات التشريعية الأخيرة لتقييم شامل في نهاية عام 2025. ويخشى البعض، من بينهم رشيد بال، من أن الأغلبية اليمينية في البرلمان الهولندي ستسعى إلى تشديد القانون، ربما عبر منح البلديات سلطة حاسمة في قرارات إنشاء المدارس الجديدة. ويتوقّع بال أن تسارع المجتمعات الإسلامية إلى تأسيس المزيد من المدارس قبل حدوث أي تغييرات قانونية محتملة.