الكونغرس سيُصدر قريبا تشريعا يصنف “البوليساريو” منظمة إرهابية..
أخر الاخبار الخميس 22 مايو 2025 08:22 مساءً
كشف عضو مجلس النواب الأمريكي، عن الحزب الجمهوري، جو ويلسون عن قرب صدور قانون عبر “الكونغرس” يُصنف جبهة “البوليساريو” الانفصالية كمنظمة إرهابية، موردا، عبر حسابه الموثق في موقع “إكس”، أن الرئيس الحالي دونالد ترامب “سيحل الأمر” في إشارة إلى التهديدات التي تشكلها المنظمة على الأمن الإقليمي.
وللمرة الثانية يعلن ويلسون عن تقيم مقترح تشريعي لتصنيف “البوليساريو” منظمة إرهابية، في 11 أبريل 2025، نشر تغريدة عبر موع “إكس” جاء فيها “أتفق مع وزير الخارجية ماركو روبيو بأن الحكم الذاتي الحقيقي تحت السيادة المغربية هو الحل الواقعي الوحيد لقضية الصحراء.. سأُقدِّم مشروع قانون لتصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية.. إيران وبوتين يسعيان إلى تعزيز نفوذهما في إفريقيا من خلال البوليساريو”.
وفي تغريدته الجديدة، انطلق ويلسون من تقرير أعده روبرت غرينواي، مدير مركز “أليسون” للأمن القومي في مؤسسة “إيريتاج” المقربة من الحزب الجمهوري، تحت عنوان “لماذا يجب على الولايات المتحدة مواجهة جبهة البوليساريو، وكيل الإرهاب؟”.
وذكر التقرير بتعهد ويلسون، النائب الجمهوري عن ولاية كارولاينا الجنوبية، في أبريل الماضي، بتقديم مشروع قانون يصنف جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر كمنظمة إرهابية، مضيفا بهذه الخطوة، وضع اختبارًا لمدى استعداد واشنطن لمواجهة وكلاء الإرهاب المتجذرين على الجناح الجنوبي لحلف الناتو”.
وتابعت الوثيقة “اليوم، يستخدم مقاتلو البوليساريو طائرات مسيّرة من طراز إيراني، ويتقاسمون ممرات الصحراء مع قوافل إمداد لوكلاء روسيا، ويفرضون ضرائب على طرق التهريب التي تغذي الجماعات الجهادية في منطقة الساحل، كل ذلك يحدث ضمن مدى الصواريخ من مضيق جبل طارق، أحد أهم النقاط البحرية الاستراتيجية في العالم”.
واعتبر التقرير أن الولايات المتحدة تجاهلت هذا التهديد من قبل، “ففي عام 1988، أسقطت صواريخ البوليساريو طائرتين تابعتين لوكالة التنمية الدولية الأمريكية، ما أسفر عن مقتل خمسة أمريكيين، دون أن ترد الولايات المتحدة بفرض أي عقوبات”، وتابع “الآن، يجبر مشروع القانون الذي يقترحه ويلسون واشنطن على اتخاذ قرار، إما الاستمرار في التغاضي، أو الاعتراف أخيرًا بأن جبهة البوليساريو أصبحت تهديدًا حقيقيًا كوكيل لقوى معادية”.
ومنذ حادثة 1988، تقول الوثيقة، تغير المشهد الاستراتيجي بشكل كبير، ففي نونبر 2020، انسحبت “البوليساريو” من اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الأمم المتحدة سنة 1991، ثم أعلنت قيادتها الصحراء “منطقة حرب”، واستأنفت الهجمات الصاروخية على الجدار الأمني المغربي البالغ طوله 1700 كيلومتر، وهددت بأن القنصليات الأجنبية وشركات الطيران والاستثمارات “أهداف مشروعة”.
ويرى التقرير أن تهديدات البوليساريو “ترتكز على ملاذ آمن جزائري وثلاثة أعمدة متشابكة، وهي الدعم العسكري الإيراني، شبكة النفوذ الروسي المتنامية، واقتصاد غير مشروع عابر للصحراء والساحل يغذي تمويل الجماعات الإرهابية”.
ويوفر الملاذ الجزائري، وفق التقرير، القاعدة الأساسية لهذا النشاط، حيث تدار مكاتب قيادة البوليساريو وعدة وحدات بحجم ألوية من مخيمات في محيط تندوف على التراب الجزائري، خارج نطاق القوات المغربية والمراقبين الدوليين، هذا الملاذ الآمن يسمح بتخزين الأسلحة، وتجريب أنظمة جديدة، واستقطاب رعاة خارجيين دون مخاطر كبيرة.
ويضيف “الدعم العسكري الجزائري والتمويل المباشر، الذي يشمل ميزانيات جماعات الضغط في واشنطن ومصاريف إدارية، هو ما يمكّن البوليساريو من الحفاظ على بنيتها التحتية المسلحة بهذا الحجم”، موردا “رغم أن عدد المقاتلين النشطين حالياً يقدر بنحو 8000، إلا أن التقديرات الدفاعية تشير إلى أن المخيمات الجزائرية قد تعبئ ما يصل إلى 40.000 عنصر، وهو خزان بشري يمكن للبوليساريو الاعتماد عليه، وقد حاولت بعض الجماعات الجهادية استقطابه بالفعل”.
وبحسبالوثيقة، تلعب إيران كذلك دورًا مؤكدا بشكل متزايد في دعم البوليساريو، وتعود جذور هذا التقارب إلى عام 1980، عندما ظهر مقاتلو البوليساريو في صور وهم يحملون صورة للمرشد الإيراني الخميني، في محاولة مبكرة لكسب تأييد الثورة الإيرانية.
وتابع “التعاون العملياتي موثق، في عام 2018، كشفت مجلة “جون أفريك” الفرنسية عن وجود ثلاثة ضباط من حزب الله قدموا تدريبات في تندوف. أحدهم، الذي قتل في غارة إسرائيلية في سوريا سنة 2023، كان قد فُرضت عليه عقوبات أمريكية بسبب دوره في هجوم كربلاء عام 2007 الذي أودى بحياة خمسة جنود أمريكيين.
وترى الوثيقة، أن طهران انتقلت من تقديم التدريب إلى تزويد البوليساريو بالمعدات، ففي بث مباشر عام 2022، صرح ما يسمى بـ”وزير الداخلية” في البوليساريو، عمر منصور، بأن مقاتليه يتلقون تدريبات على تجميع وتشغيل طائرات مسيّرة مسلحة. وبعد 13 شهرًا، نشرت حسابات تابعة للبوليساريو على مواقع التواصل صورًا لذخائر حددها باحثون بأنها من طراز إيراني