في خطوة طال انتظارها، أعلنت المديرية العامة للمرور في إسبانيا (DGT) عن إطلاق خدمة إلكترونية جديدة تهم الجالية المغربية المقيمة في إسبانيا، إلى جانب مواطني باقي الدول التي تجمعها اتفاقيات ثنائية مع مدريد في مجال الاعتراف المتبادل برخص السياقة.
وبموجب هذا التحديث الرقمي، أصبح بإمكان المواطنين المغاربة تقديم طلبات استبدال رخص السياقة المغربية بالكامل عبر المنصة الإلكترونية للمديرية، دون الحاجة إلى التنقل أو حجز موعد مسبق كما كان معمولًا به في السابق.
وأوضحت المديرية في بلاغ رسمي أن إجراءات استبدال رخص السياقة الأجنبية كانت حتى وقت قريب من أكثر المساطر الإدارية تعقيدًا، بسبب تعدد الخطوات اللازمة، بما في ذلك التحقق من صحة الرخصة لدى السلطات المغربية، تقديم شهادة طبية، وإثبات الوضعية القانونية في إسبانيا. أما بالنسبة للرخص المهنية، فكان يُشترط أيضًا اجتياز اختبار إضافي.
النظام القديم الذي كان يعتمد كليًا على المواعيد الحضورية في المكاتب الإقليمية لـ(DGT)، كان يشكل عبئًا كبيرًا على المهاجرين، خاصة أولئك الذين يعانون من صعوبات لغوية أو يقيمون في مناطق بعيدة عن المراكز الحضرية الكبرى.
أما الآن، وبفضل التحول الرقمي الذي تبنته المديرية العامة للمرور، فقد أصبحت العملية غير مادية بالكامل، مما يتيح تبسيط الإجراءات وتقليص مدة المعالجة، بالإضافة إلى تقديم التوجيهات والمعلومات بشكل تلقائي وشفاف عبر المنصة الإلكترونية الرسمية.
وأكدت المديرية أن هذه الخطوة تندرج في إطار تحسين جودة الخدمات العمومية، والرفع من كفاءة المعاملات الإدارية المرتبطة بحقوق الأجانب المقيمين بإسبانيا، لاسيما في ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة التي تعرفها الإدارة الإسبانية.
ويُرتقب أن يساهم هذا الإجراء في تخفيف الضغط عن مراكز استقبال المواطنين الأجانب، والحد من الطوابير الطويلة، وتسهيل إدماج المهاجرين في الحياة اليومية بإسبانيا، خاصة أن الحصول على رخصة سياقة معترف بها يُعد عنصرًا أساسيًا في الاندماج المهني والاجتماعي.
بهذا التحديث الرقمي الجديد، تكون إسبانيا قد خطت خطوة كبيرة نحو تسهيل حياة الجاليات الأجنبية فوق ترابها، وفي مقدمتهم الجالية المغربية، التي تُعد من بين أكبر الجاليات المقيمة في البلاد، مستفيدة اليوم من إجراء عصري وفعال يختصر الوقت ويُيسر الاندماج
