أثار مقطع فيديو تم تداوله بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي في المغرب موجة جدل واسعة، لاقتحام شاب أحد المساجد في مدينة طنجة، مرتدياً الكوفية الفلسطينية، ليخاطب المصلين ويطلب منهم توثيق كلمته عبر هواتفهم.
وفي مشهد مفاجئ، وجه الشاب حديثه إلى العلماء والدعاة المغاربة، متّهماً إياهم بما وصفه بـ”التخاذل عن نصرة غزة“، منتقداً صمتهم إزاء ما تشهده الأراضي الفلسطينية من عدوان إسرائيلي متواصل.
ردود فعل غاضبة: المسجد للعبادة لا للتحريض
الفيديو أثار موجة استياء كبيرة بين النشطاء ورواد مواقع التواصل، ليس فقط بسبب محتوى الخطاب، بل أيضاً بسبب توقيته ومكانه، حيث اعتبر كثيرون أن المسجد مكان مخصص للعبادة والسكينة، وليس ساحة للخطابات الانفعالية أو التجييش العشوائي.
وأبدى كثير من المتابعين استغرابهم من صمت المصلين وعدم تدخل أي منهم لإيقاف الشاب عند حده، خاصة أن ما قام به يُعد تعدياً واضحاً على حرمة المسجد وخرقاً للقوانين التي تمنع استغلال دور العبادة لأغراض دعائية أو سياسية.
دعوات للتدخل الأمني… والمغرب في طليعة الدول المتضامنة مع غزة
تعالت الأصوات المطالبة بتدخل الجهات الأمنية لوضع حد لمثل هذه “الانزلاقات الخطيرة”، معتبرين أن ما حدث قد يشجع آخرين على تبني نفس السلوك في أماكن يفترض أن تبقى محايدة عن أي استغلال سياسي أو شعارات تحريضية.
وفي الوقت ذاته، شدد عدد من المعلقين على أن المغرب كان ولا يزال من أبرز الدول التي عبّرت بشكل صريح عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، وهو ما يجعل الاتهامات الموجهة للعلماء والدولة غير مبررة وغير مسؤولة.
ما حدث في طنجة يعيد إلى الواجهة النقاش حول ضرورة حماية بيوت الله من كل استغلال، والتمييز بين الدعم الصادق للقضايا العادلة والانجرار وراء أساليب تهدد الأمن الروحي والوطني للمجتمع.