العثور على جثث الطفلين جيفري وإيما ووالدهما داخل سيارة مغمورة: تفاصيل مأساة هزّت هولندا

أكدت الشرطة الهولندية أن الجثث التي عُثر عليها أمس داخل سيارة مغمورة في المياه بمدينة فينسخوتن تعود للطفلين المفقودين جيفري (10 أعوام) وإيما (8 أعوام)، إضافة إلى والدهما، وذلك بعد أيام من البحث المكثف عقب بلاغ اختفائهم. وجاء هذا الإعلان عبر منظمة “نيمنس دي فاميلي” التي تمثل العائلة، مؤكدة بذلك أسوأ المخاوف التي راودت المجتمع منذ يوم السبت الماضي.

وفي بيان مؤثر أصدرته الأسرة، أعربت عن ألمها العميق قائلة: “نشعر بالصدمة والغضب والحزن العميق. لا توجد كلمات يمكن أن تصف ما نشعر به الآن. لا نستوعب ما حدث، ولا نريد حتى أن نستوعبه“.

 

العثور على السيارة
كانت الشرطة قد أطلقت عمليات بحث موسعة بعد اختفاء الطفلين يوم السبت الماضي، عندما أخذهما والدهما في سيارته دون عودة. وأشارت التحقيقات الأولية إلى وجود مؤشرات على نية الأب إنهاء حياته وحياة طفليه، إذ ترك رسالة مقلقة كتب فيها: “سوف نذهب إلى الجنة”.

 

هذه المؤشرات دفعت السلطات إلى إصدار تنبيه “أمبر”، وهو أعلى درجات الإنذار في حالات اختفاء الأطفال في هولندا، لتكثيف الجهود الرامية إلى العثور على المفقودين في أسرع وقت ممكن.

 

 

مساء أمس، عثرت الشرطة على السيارة من نوع “تويوتا أفينسيس” رمادية اللون، تعود ملكيتها إلى الأب، مغمورة في المياه بالقرب من شارع “رينسيلويغ” في فينسخوتن بمقاطعة خرونينجن. وتم انتشال المركبة باستخدام رافعة بعد منتصف الليل، حيث تبين وجود الجثث الثلاث داخلها.

 

جهود البحث والتحقيق
منذ لحظة الإبلاغ عن اختفاء الطفلين، شرعت الشرطة في عمليات بحث واسعة شملت عدة مناطق في مقاطعة خرونينجن، بدأت مساء الأحد في منطقة “كاريل كونراد بولدر” قرب فينسترولد، من دون نتائج تذكر.

 

وفي يوم الإثنين، توسعت العمليات لتشمل مساحات أكبر، بمشاركة أكثر من مئة متطوع من السكان المحليين. ورغم الآمال التي أُثيرت بعد العثور على آثار إطارات قرب قناة بويزم، تبيّن لاحقا أنها غير مرتبطة بالقضية.

 

تحركات الأب قبل المأساة
نشرت الشرطة عبر برنامج “أوبسورينغ فيرزوخت” تسلسلا زمنيا لتحركات الأب يوم اختفاء الطفلين. ووفقا للبيانات، شوهد الأب لأول مرة وهو يقود سيارته عبر فينسخوتن في الساعة 09:40 صباحا، ثم توجه إلى صالة قمار “بوندر بلاي هاوس” على الجانب الألماني من الحدود، حيث بقي بين الساعة 11:00 و15:00.

 

في الساعة 15:30، عاد إلى بلدة بيرتا ليأخذ الطفلين من منزله، حيث كانت صديقته ترعاهما، ثم غادر برفقتهما. وشوهدت السيارة للمرة الأخيرة بعد ربع ساعة، عند الساعة 15:45، على الطريق السريع A7 قرب فينسخوتن.

 

أثارت الحادثة موجة من الصدمة والحزن في أنحاء هولندا، خاصة بعد تأكيد وفاة الطفلين ووالدهما. الشرطة الهولندية أعربت عن تعاطفها العميق مع الأسرة، وطالبت باحترام خصوصية ذوي الضحايا خلال هذه الفترة الحرجة