أعلنت النقابات العمالية في بلجيكا، وعلى رأسها الاتحاد الاشتراكي، تنظيم إضراب عام اليوم الثلاثاء احتجاجًا على إجراءات حكومة “أريزونا” الفيدرالية.
وتستعد قطاعات حيوية كالنقل العام، والخدمات البريدية، وجمع النفايات، بل وحتى العدالة والإعلام، للانضمام إلى هذه الحركة الاحتجاجية التي تُنذر بشلل واسع في البلاد، خصوصًا في العاصمة بروكسل ومناطق الجنوب الناطقة بالفرنسية.بروكسل السياحة
التحرّك يأتي كردّ مباشر على ما تصفه النقابات بمحاولات “تفكيك” ممنهجة للخدمة العامة من قبل الحكومة الفيدرالية.
ويؤكد مركز السياسات العامة أن “القيود المفروضة على الموظفين، والتقليصات المستمرة في الميزانيات، لا تمثل وصفة لإدارة فعالة، بل تُمهّد لتدهور ممنهج”.
ويضيف البيان النقابي: “إن حكومة أريزونا لا تسعى إلى خدمات عامة رشيقة، بل إلى تحويل الموظفين إلى خدم مقيدين في ظروف مهينة”.
ويتمثل أحد المحاور الأساسية للاحتجاج في رفض “التفكيك الأعمى لنظام التقاعد”، إضافة إلى الهجمات المتكررة على الضمان الاجتماعي، والتراجع المستمر في مكانة الموظف العام.
في هذا السياق، تُعقد مظاهرة هذا الصباح أمام برج البنسيون، قرب محطة “غار دو ميدي”، فيما يُنتظر أن تبلغ التحركات ذروتها يوم الخميس عبر مظاهرة واسعة للقطاع غير الربحي في شوارع بروكسل.بروكسل السياحة
الارتدادات العملية لهذه الدعوة إلى الإضراب ستكون ملموسة في الشارع، وأول المتأثرين سيكونون مستخدمي وسائل النقل العام.
فقد أعلنت شركات STIB في بروكسل، وTEC في والونيا، وDe Lijn في فلاندر، عن توقعات بحدوث اضطرابات كبيرة في خدماتها.
ورغم أن شركة STIB تخطط لتسيير بعض الخطوط الأساسية جزئيًا – مثل خطوط المترو 1 و5، والحافلات 12 و36 و71، وخطوط الترام 4 و7 و8 و9 – إلا أن الأمر يبقى مرهونًا بنسبة المشاركة في الإضراب.بروكسل السياحة
ودعت الشركات جميع المستخدمين إلى متابعة مواقعها الرسمية لتحديثات الحركة.
في الجنوب، ستتأثر شبكة TEC بشكل خاص في مناطق لييج-فيرفييه، شارليروا، ووالون برابانت.
أما السكك الحديدية، فقد شهدت اضطرابات منذ مساء الاثنين، حيث ستعمل فقط 60% من قطارات الخطوط المحلية والدولية، مع شبه غياب لقطارات P التي تخدم التنقلات في ساعات الذروة.
على الجانب الآخر، ورغم التوتر، فإن مطارات البلاد، وبخاصة مطاري بروكسل وشارليروا، لم تسجل أي اضطرابات تُذكر صباح الثلاثاء.
أما في قطاع البريد، فحذرت شركة bpost من تأخيرات محتملة في تسليم الرسائل والطرود، مع تعهدها بإبقاء الزبائن على اطلاع عبر خدمة التتبع.
ولن تسلم البلديات من آثار هذا الإضراب، إذ من المنتظر أن تتعطل عمليات جمع النفايات في عدة مناطق، ويُحتمل إغلاق مراكز إعادة التدوير، مع انخفاض ملحوظ في وتيرة الخدمات.بروكسل السياحة
وحتى داخل السجون، من المتوقع أن تتباطأ الحياة اليومية، وسط توقعات بنقص عدد الحراس.
في ميدان العدالة، تم الإعلان عن إجراءات خاصة في محاكم لييج وبروكسل. ففي الأولى، يُتوقع إلغاء العديد من الجلسات بسبب تغيب موظفي المحكمة، بينما في الثانية، سيجتمع الموظفون أمام ساحة بويليرت في وقفة احتجاجية صباحية.
أما هيئة الإذاعة والتلفزيون الناطقة بالفرنسية (RTBF)، فقد تلقت بدورها إشعارًا بالإضراب، احتجاجًا على ما وصفته بـ”التدابير التقشفية التي تهدد استقلالية الإعلام العمومي وسلامة تشغيله”.