الدريوش: إلى متى ينتظر سكان تيدنسيا التدخل قبل سقوط الفاجعة؟

الدريوش سيتي

بين جدران متشققة وسقوف مهددة بالانهيار، يعيش سكان حي تيدنسيا ـ الحي الإداري القديم ـ بمدينة الدريوش، في قلق دائم وخوف مستمر من مصير قد يكون مشابهاً لما وقع في مدينة فاس، حيث تسبب انهيار عمارة سكنية في وفاة تسعة مواطنين، نتيجة الإهمال والتهاون في معالجة ملف البناء الآيل للسقوط.

 

حي تيدنسيا، المعروف بطابعه العتيق وتاريخه الإداري، لم يسلم من تصنيفه ضمن المناطق التي تضم “دوراً آيلة للسقوط”، وفق ما أكدته الجهات المختصة، وإن كانت لا تزال تتعامل مع هذا الملف الحساس بنوع من اللامبالاة والتأجيل الغامض.

 

أين وصلت الوعود؟

 

قبل سنوات، أُعلن عن مشروع “جنان كرت” كواحد من المشاريع العمرانية الكبرى بمدينة الدريوش، وخصص جزء كبير من هذا المشروع، حسب اللوحات الإشهارية المنتشرة بالمنطقة، لإيواء سكان المنازل الآيلة للسقوط. لكن، وعلى الرغم من مرور الوقت، لا تزال الوعود معلقة، والواقع على حاله، بل ويزداد خطراً.

 

فعوض تشييد منازل لإيواء المتضررين، اتجهت الأشغال نحو بناء مرافق تجارية وبنايات أخرى على نفس الأرض، تاركة السكان في حيرة وتساؤل: هل أصبحت حياة الإنسان أقل أولوية من مشاريع تجارية؟

 

معاينات شكلية وإحصاءات غامضة

 

ورغم التحذيرات المستمرة التي أطلقها الصحفيون والمهتمون، وأصوات السكان المطالبة بحلول ملموسة، لم تقم الجهات المختصة بمعاينة جدية لكل المنازل المهددة بالسقوط، واكتفت ـ حسب شهود من الساكنة ـ بعمليات تسجيل متكررة للعائلات دون توضيح الغرض أو الخطوات المقبلة.

 

ويطرح البعض تساؤلات حول مدى جدية هذه العمليات، خاصة في ظل غياب الشفافية والتواصل الفعال مع السكان، رغم توفر المعطيات الرسمية من خلال إحصاء السكن والسكنى، الذي صنّف عدداً من منازل الحي ضمن “السكن غير اللائق”.

 

إنقاذ الأرواح أولى من التوسع العقاري

 

ما يدعو للاستغراب فعلاً، هو توفر العقار والتمويل، ومع ذلك لا تزال الجهات المعنية مترددة في اتخاذ خطوات عملية. فالموضوع، حسب متابعين، لا يحتاج سوى لإرادة سياسية وإدارية لتفادي وقوع كارثة جديدة، قد لا تختلف كثيراً عن ما شهدته فاس.

 

نداء قبل فوات الأوان

اليوم، وأمام صمت الجهات المسؤولة، يبقى السؤال مطروحاً بقوة: هل ستتحرك السلطات قبل أن نرى مأساة جديدة؟ أم أن التدخل لا يتم إلا بعد فوات الأوان وسقوط ضحايا؟

إن إنقاذ سكان حي تيدنسيا من خطر الموت تحت أنقاض منازلهم ليس ترفاً، بل واجباً وطنياً وإنسانياً يجب أن يُنفذ اليوم قبل الغد.

اللهم إني قد بلغت… اللهم فاشهد.