استفاقت مدينة فاس في الساعات الأولى من صباح الجمعة على وقع كارثة إنسانية مفجعة، بعدما انهارت عمارة سكنية مكونة من أربعة طوابق بالحي الحسني بمقاطعة المرينيين، مخلفة ستة قتلى على الأقل وسبعة مصابين، بعضهم في حالة حرجة، في حصيلة أولية مرشحة للارتفاع.
العمارة، التي انهارت بشكل مفاجئ بينما كان قاطنوها نياما داخل شققهم، تحولت إلى كومة من الركام، فيما تسابق عناصر الوقاية المدنية ومتطوعون من أبناء الحي الزمن في سباق محموم لانتشال ناجين محتملين أو جثث ما زالت عالقة تحت الأنقاض.
مصدر طبي من المستشفى الجهوي الغساني كشف أن حصيلة الضحايا لا تزال غير نهائية، في ظل توالي وصول المصابين والجثث إلى المستعجلات، وسط حالة استنفار قصوى للأطقم الطبية والسلطات المحلية.
الحادث خلف حالة رعب وسط السكان المجاورين، حيث أقدم العديد منهم على إخلاء منازلهم مخافة انهيار مماثل، بينما علت أصوات البكاء والصراخ في أرجاء الحي، وتحول المكان إلى مأتم مفتوح تحت جنح الظلام.
كارثة الحي الحسني تعيد إلى الواجهة سؤال السلامة العمرانية والمراقبة التقنية للعمارات القديمة، خاصة تلك التي تأوي العشرات من الأسر في أحياء مكتظة، ما يجعل من كل لحظة هدوء ليلاً احتمالاً لكارثة جديدة!