تحوّلت المباراة النهائية لكأس بلجيكا، التي كان يُفترض أن تكون عرسًا رياضيًا واحتفالًا وطنيًا بكرة القدم، إلى مشهد فوضوي عنوانه الاشتباكات والعنف والنهب، وسط ذهول سكان العاصمة بروكسل، لا سيما في بلدية مولينبيك التي عاشت مساء الأحد لحظات رعب غير مسبوقة بحسب تقرير RTL.بروكسل سياحة
وفيما كانت الأنظار موجّهة نحو أرضية الميدان، كانت شوارع المدينة مسرحًا لاعتداءات دامية وأعمال شغب أربكت السلطات الأمنية.
فقد بدأت التوترات في وقت مبكر من بعد الظهر، حين اندلعت مناوشات قرب محطة القطارات المركزية في بروكسل بين مشجعي فريقي كلوب بروج وأندرلخت.
وسارعت قوات الشرطة إلى التدخل للفصل بين الطرفين، وسط تزايد التوتر في محيط وسط المدينة. ومع ذلك، فإن النقطة الأكثر اشتعالًا لم تكن هناك، بل في مولينبيك، حيث انزلقت الأوضاع نحو انفجار عنيف لم يكن في الحسبان.
في منطقة ريبوكورت بمولينبيك، اقتحم قرابة مائة شخص يرتدون ملابس سوداء ويحملون الهراوات الحيّ السكني، وبدأوا في مهاجمة المارة وتخريب المحلات.
وقد طالت الاعتداءات شركة عائلية متخصصة في البلاط، حيث اقتُحم المبنى وتم تحطيم نوافذه وإلقاء قنابل غازية داخله، وفق شهادات متطابقة.
بروكسل سياحة
صاحب الشركة، وهو رجل مسن كان قد خضع مؤخرًا لعملية جراحية، وابنه، تعرّضا للضرب العنيف على يد عشرات المعتدين، وتم نقلهما إلى المستشفى، حسب ما أكدته شقيقتهما التي تحدثت بمرارة عن “هجوم وحشي لا يصدق”.
وتحدث شهود آخرون عن لحظات ذعر شديدة. أحد المارة، فضل عدم كشف هويته، قال إنه تعرّض للضرب أثناء مروره على دراجته النارية: “تلقيتُ ضربة مفاجئة في وجهي، ثم بدأ عدة أشخاص بضربي ومحاولة إسقاطي. كنت أحاول فقط الصمود”.
وأوضح أن المعتدين واصلوا هجماتهم على المارة والدراجين الآخرين في المنطقة، فيما تأخرت الاستجابة الأمنية بشكل لافت.
وفي الوقت الذي كان فيه سكان مولينبيك يحصون خسائرهم، سجلت العاصمة حوادث أخرى على هامش المباراة.
ففي لاكن، أصيب شخص بجروح خطيرة في يده جراء انفجار مفرقعة نارية قرب القبة السماوية للمرصد الملكي البلجيكي.
وقد أكدت الشرطة، على لسان المتحدثة باسم شرطة بروكسل العاصمة/إيكسل، أن الحادث مرتبط باستخدام الألعاب النارية بشكل غير قانوني، مضيفة أن قوات الأمن نفّذت نحو عشرة اعتقالات إدارية، خاصة على الحدود بين بروكسل وبلدية جيت.
من جهتها، أفادت هيئة الصحة العامة في بروكسل أن حصيلة التدخلات الطبية بلغت 80 شخصًا نقلوا إلى خدمات الطوارئ، بينهم 9 تطلبت حالتهم النقل إلى المستشفيات.
وتبقى أخطر الإصابات مسجّلة في حالة مشجع أُصيب في يده بسبب المفرقعات.
