أهو عقاب إلهي؟.. النيران تلتهم قلب إسرائيل وفشل ذريع في مواجهة الكارثة رغم الترسانة العسكرية!

شهدت إسرائيل واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخها الحديث، بعدما اجتاحت حرائق مهولة مناطق شاسعة وسط البلاد، خاصة في محيط القدس، مخلفةً موجة هلع غير مسبوقة بين السكان، الذين اضطر الآلاف منهم إلى الفرار من منازلهم تحت سحب الدخان والنيران المتصاعدة.

المفارقة الصادمة التي فضحت هشاشة الدولة العبرية، هي أن الكيان الذي يتفاخر بترسانته العسكرية المتطورة ويشنّ بها الغارات على غزة وسوريا ولبنان، وجد نفسه عاجزًا أمام ألسنة اللهب، ليضطر إلى توجيه نداءات استغاثة نحو أوروبا طلبًا للمساعدة.

 

وكما جرت العادة في كل أزمة داخلية، لم يتأخر المسؤولون الإسرائيليون في إطلاق الاتهامات جزافًا نحو الفلسطينيين، رغم اعتراف قائد فرق الإطفاء في منطقة القدس، شموليك فريدمان، بأن السلطات “لا تعلم حتى الآن سبب اندلاع النيران، ولا تمتلك أي دليل حول خلفيتها”.

 

لكن، ورغم هذا التصريح، سارع الإعلام الرسمي إلى الحديث عن اعتقال ثلاثة فلسطينيين من القدس، بينما أطلق وزير “الأمن القومي” المتطرف إيتمار بن غفير تصريحات خطيرة يدعو فيها إلى إعدامهم فورًا، في تجاوز صارخ لأي تحقيق أو مسطرة قانونية.

 

في مشهد تناقضي صارخ، اضطرت إسرائيل إلى نشر أكثر من 120 فريق إطفاء و12 طائرة لمواجهة النيران، لكنها رغم ذلك فشلت في احتواء الوضع، لتطلب المساعدة من بلغاريا، وقبرص، واليونان، وإيطاليا.

 

وقد تسببت الحرائق في إغلاق الطريق السريع رقم 1 الرابط بين تل أبيب والقدس، حيث شوهد المئات من المسافرين وهم يتركون سياراتهم ويفرون سيرًا على الأقدام وسط الدخان الكثيف.

 

كما أُلغيت فعاليات “يوم الاستقلال” الإسرائيلي، بما فيها الاحتفال الرئيسي الذي كان مبرمجًا مساء الأربعاء في القدس، وأعلنت وزيرة المواصلات ميري ريغيف تأجيله “بسبب الظروف الطارئة”.

 

مستشفيات مثل “هداسا” شرعت في إجلاء المرضى غير الحرجين تحسبًا لأي تطورات، فيما تحدثت التقارير عن إصابة 22 شخصًا باختناقات، نقل منهم 12 إلى المستشفى.

 

ومع حلول الليل، استمرت الحرائق بلا توقف**، وسط تحذيرات من أن الرياح القوية التي قد تصل سرعتها إلى 100 كيلومتر في الساعة، ستؤدي إلى تفاقم الكارثة، في وقت لا تزال فيه إسرائيل **بعيدة عن السيطرة على الوضع.

 

هكذا فضحت ألسنة النار ما لم تكشفه كاميرات الدعاية العسكرية.. دولة تسعى للهيمنة على المنطقة، لكنها تنهار أمام شرارة نار في غابة!