سانشيز يشكر المغرب بعد دوره في إعادة الكهرباء لإسبانيا

يتواصل الغموض حول أسباب العطل الكهربائي الكبير الذي ضرب إسبانيا والبرتغال، مخلفًا حالة من الارتباك، وسط تأكيدات رسمية على أهمية التضامن الدولي، خاصة من المغرب وفرنسا، في إعادة التيار الكهربائي إلى عدد من المناطق المتضررة.

وفي هذا السياق، خرج رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، في ندوة صحفية عقب اجتماع مجلس الأمن الوطني، ليؤكد أن السلطات الإسبانية لم تتوصل بعد إلى معلومات قاطعة بشأن الأسباب الحقيقية وراء هذا الانقطاع الواسع، مشددًا على أن فرضيات متعددة لا تزال قيد الدراسة دون استبعاد أي احتمال.

 

كما عبّر سانشيز، خلال تصريحاته، عن امتنانه العميق لكل من المغرب وفرنسا لمساعدتهما في إعادة جزء من الإمدادات الكهربائية عبر الربط الطاقي المشترك، مبرزًا أن الدعم السريع من هذين البلدين الجارين كان له أثر بالغ في التخفيف من تداعيات الأزمة.

 

وأضاف سانشيز، وهو يدعو مواطنيه إلى التزام الهدوء، أن تدفق الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي يشكل خطرًا مضاعفًا، مطالبًا الجميع بعدم نشر الأخبار غير الموثوقة، والاعتماد فقط على القنوات الرسمية لتلقي المستجدات المتعلقة بتطورات الوضع.

 

وأوضح المسؤول الحكومي أن العطل نجم عن “اضطراب شديد في النظام الكهربائي الأوروبي” تسبب في انقطاع واسع للتيار، امتد إلى أغلب مناطق شبه الجزيرة الإيبيرية وأجزاء من جنوب فرنسا، مبرزًا أن شركة الكهرباء الإسبانية فعّلت بروتوكولات الطوارئ بشكل فوري، فيما أعلن رسميا حالة أزمة كهربائية طبقًا للخطة المعمول بها.

 

وأفاد سانشيز بأن الحكومة قبلت طلبات تقدمت بها جهات من الأندلس وإكستريمادورا ومدريد لرفع درجة الحماية المدنية إلى المستوى الثالث، مما يعني تولي الحكومة المركزية إدارة الأزمة بهذه المناطق.

 

وأبرز رئيس الحكومة الإسبانية أن محطات الدورة المركبة والسدود الكهرومائية تمت إعادة تشغيلها بكامل طاقتها، ما سيسرع من استعادة الكهرباء تدريجيًا خلال الساعات المقبلة، موضحًا أن القطاع الصحي لم يتضرر بفضل الاعتماد على المولدات الكهربائية، فيما استمر العمل في الموانئ بشكل طبيعي.

 

وعلى صعيد النقل، أكد سانشيز أن حركة الطيران لم تتأثر بشكل كبير، مع تقليص عدد الرحلات بنسبة 20 في المئة حفاظًا على سلامة الملاحة، بينما سجل توقف شبه كامل لحركة القطارات، خاصة بالنسبة للرحلات المتوسطة والطويلة المسافة، مع استمرار العمل لإعادة تشغيل خدمات القرب بأسرع وقت ممكن.

 

وفي الجانب الاقتصادي، أشار سانشيز إلى أن بعض الشبابيك الأوتوماتيكية للبنوك تأثرت بالعطل، لكن عمليات الدفع الإلكترونية ظلت مستمرة بشكل طبيعي، سواء في المعاملات الكبرى أو البيع بالتقسيط.

 

وختم سانشيز مداخلته بالدعوة إلى تقليص التنقلات إلى أدنى حد ممكن، وترشيد استخدام الهواتف المحمولة لتفادي الضغط على الشبكات خلال فترة الطوارئ.