الناصيري يقصف لطيفة رأفت داخل المحكمة

شهدت جلسة محاكمة القيادي السياسي السابق، سعيد الناصيري، يوم الجمعة بمحكمة الاستئناف في الدار البيضاء، تطورات لافتة بعدما فجّر تصريحات مثيرة ضمن أطوار ملف “إسكوبار الصحراء”، الذي يتابعه فيه القضاء إلى جانب عشرات المتهمين الآخرين.

الناصيري كشف عن معطيات قال إنها “حاسمة” لتفكيك غموض القضية، حيث تحدث عن صلات شخصية وفنية جمعت المغنية المغربية لطيفة رأفت بتاجر المخدرات الشهير “حاج بن إبراهيم”، الملقب بـ”إسكوبار الصحراء”. وأكد الناصيري أن شهادات الفنانة أمام الضابطة القضائية تتضمن ما وصفه بـ”تناقضات جوهرية”، مستنكراً اتهامها له باستخدام فيلا بحي كاليفورنيا في الدار البيضاء كمكان للسهرات وتعاطي المخدرات.

 

وفي معرض دفاعه، أوضح المتهم أن رأفت كانت تقيم بنفس الفيلا خلال الفترة محل الجدل، مشيراً إلى أنها كانت متزوجة من إسكوبار في 16 شتنبر 2014، فيما تم الطلاق – حسب قوله – في ماي من العام نفسه، وهو ما رآه دليلاً على عدم تماسك روايتها.

 

وتابع الناصيري سرد تفاصيل تعرفه على لطيفة رأفت خلال مهرجان زاكورة في دجنبر 2013، قبل أن يطلع لاحقاً على شهادات تفيد بعقد قرانها على “إسكوبار” وتنظيم حفل عائلي حضره مقربون من الطرفين. وفي هذا السياق، دعا هيئة المحكمة إلى استدعاء رأفت، و”إسكوبار”، والبرلماني عبد الواحد شوفي للمثول أمام الجلسة، بهدف مواجهة مباشرة قد تسلط الضوء على حقيقة ما جرى.

 

من جهته، اعتبر امبارك المسكيني، محامي الناصيري، أن القضية برمتها تعاني من “اختلالات صارخة”، متحدثاً عن وجود وقائع “غير منسجمة” داخل ملف المتابعة. وأبرز المحامي في تصريحاته أن محضراً ضمن الملف يشير إلى محادثة عبر تطبيق “واتساب” تعود إلى سنة 2009، رغم أن التطبيق لم يكن معروفاً أو متاحاً آنذاك بالمغرب وموريتانيا، بل وحتى عالمياً.

 

وأضاف الدفاع أن الملف يتضمن معطى غريباً آخر يتعلق بذكر عملية دفع لمبلغ 1.5 مليار سنتيم بمطعم صيني في 2013، في حين تبين – وفق البحث – أن لا وجود لمطعم بهذه التسمية أو الخصائص في المغرب آنذاك، ما يثير تساؤلات حول دقة ومصداقية المعلومات المحررة في المحاضر.

 

وختم المسكيني بالتأكيد على أن موكله “عاقد العزم على كشف الحقيقة كاملة، وإبراز التناقضات التي شابت الملف”، مشدداً على ضرورة استدعاء جميع الأطراف المعنية من أجل ضمان محاكمة عادلة مبنية على وقائع ملموسة، لا على معطيات مغلوطة أو أخطاء تقنية.

 

القضية التي أثارت اهتمام الرأي العام، لا تزال حبلى بالمفاجآت، فيما يترقب الجميع ما ستسفر عنه الجلسات المقبلة من تطورات قد تغيّر مجرى هذا الملف المعقد.