شهدت بلدية أندرلخت ليلة مرعبة جديدة تُضاف إلى سجل دموي يتفاقم يوماً بعد يوم، حيث اهتز سكانها مجددًا بين ليلة الجمعة وصباح السبت، على وقع أصوات إطلاق نار كثيف في ساحة المجلس (Place du Conseil)، وذلك بعد ساعات فقط من حادثة إطلاق نار خطيرة أخرى شهدها شارع “شوسيه دو مونس” وأُصيب خلالها رجل برصاصة في الرأس، نُقل على إثرها في حالة حرجة إلى المستشفى.
وبحسب المعلومات المؤكدة التي حصلت عليها مصادرنا من الجهات الأمنية، فقد تم إطلاق تسع طلقات نارية متتالية حوالي منتصف الليل، استهدفت شرفة إحدى المنشآت السياحية في ساحة المجلس، حيث استقرت عدة رصاصات في الواجهة دون أن تُسفر عن إصابات بشرية.
إلا أن الصدمة الكبرى كانت في أن الترام الذي كان يمر في المكان وقت الهجوم كان ضمن المستهدفين أيضًا، مما يُبرز خطورة التصعيد الأمني في المنطقة وتهديده المباشر لحياة المدنيين.
وأفادت الشرطة أن التحقيقات جارية حاليًا لكشف ملابسات الهجوم وتحديد ما إذا كان هناك رابط مباشر بينه وبين حادثة إطلاق النار السابقة في “شوسيه دو مونس“، إلا أنه حتى الآن لم يتم إثبات أي صلة رسمية بين الواقعتين.
ورغم غياب الدليل القاطع، فإن التقارب الزمني والمكاني بين الحادثتين يطرح العديد من التساؤلات حول وجود تصفية حسابات أو شبكات إجرامية تتحرك بحرية في أحياء بروكسل الجنوبية.
ولم تقف حوادث إطلاق النار عند هذا الحد، إذ تعرض باب أحد المنازل في شارع “لا كلينيك” القريب من مكان إطلاق النار الأخير لإطلاق نار قبل أيام فقط، ما يُثير حالة من الذعر والقلق بين السكان، الذين باتوا يشعرون بأنهم يعيشون في منطقة خارجة عن السيطرة.
وبذلك، تُسجل هذه الحادثة الأخيرة الرقم 31 في قائمة محاولات القتل التي أحصتها شرطة منطقة بروكسل ميدي منذ بداية عام 2025، وهو رقم غير مسبوق يُظهر تصاعدًا خطيرًا في مؤشرات الجريمة المسلحة في العاصمة البلجيكية، وخاصة في المناطق المتاخمة لأندرلخت.
وتُعاني السلطات الأمنية من ضغوط متزايدة للسيطرة على الوضع واستعادة الشعور بالأمان بين المواطنين، خصوصاً بعد تكرار الهجمات قرب وسائل النقل العامة والمناطق السكنية. بينما يتساءل السكان: من التالي؟ وهل ستظل بروكسل رهينة لعصابات السلاح والعنف؟!